العدد (749) - اصدار (4-2021)

شهر رمضان بين الأصالة والتقليد د. شفيع أحمد هاشم

شهر رمضان هو الشهر التاسع من التقويم الهجري، وله مكانة مرموقة متميزة لدى المسلمين، وشهر بركة وخير، يلتحم فيه المسلمون ويتواصلون بكثرة وتزداد العلاقات الاجتماعية أخوية، وتسود أجواء إيمانية روحانية في المساجد والبيوت. فقد فرض فيه الله سبحانه وتعالى صومه بقوله: «يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم» (سورة البقرة - الآية 183). الصوم شعيرة دينية مهمة، ووسيلة قوية يرتقي بها الإنسان تقواه، ويهدف إلى تطهير وإخضاع الجسد وتهذيب النفس.

معجم رمضان.. شهر الله سيّد الشهور منير عتيبة

يُعد إنتاج المعاجم والموسوعات من الصناعات الثقافية الثقيلة، لقدرتها على جمع أكبر قدر من المعلومات في مكان واحد، وترتيبها، وتبويبها، والربط بينها، بما يساعد الباحثين على دراستها وتحليلها، وبما يعين المهتمين على توفير الوقت والجهد والوصول إلى المعرفة بأقصر الطرق وأكثرها مصداقية. لذلك فقد وجدت كنزًا في كتاب «معجم رمضان»، للباحث المصري فؤاد مرسي، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في إصداره الثاني المنقّح عام 2013م.

أولادُنا في المَدْرَسة الرّمضانيَّة د. عمر محمد إبراهيم

لم يبالغ الشاعر القديم عندما قال: «إنّما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض»، بيد أنهم حبَّات القلوب، ونور المُقل؛ ولذلك يجاهد الآبـاء جهادًا متواصلًا؛ كي يُسعدوا هذه الأكباد، ويحيطونها بالرعاية والعناية في أجمل صورة، وأبهى حُلَّة. وإذا كان الأمر كذلك، فإنه ينبغي ألّا يقتصر هذا الاهتمام على أمور الإطعام والكساء والدواء، وما إليها من أمور الإِعاشة، بل ينسحب - وجوبًا - على التربية الأخلاقيّة، والأمور العباديَّة، فضلًا عن غرْس العقيدة الصحيحة التي تَحفظهم من مهاوي الانحراف والزَّلَل، وخصوصًا في مواسم الطاعات، ومنها شهر رمضان المبارك.

الإيقاع والحركة في الفن الإسلامي د. ربيع أحمد سيد أحمد

الإيقاع لُغةً واصطلاحًا هو اتفاق الأصوات في الغناء؛ وأوقع المُغنَّى أي بنى ألحان الغناء على موقعها وميزانها. وإيقاع المُوسيقى أي تناغم الأصوات أو توافقها في الغناء والعزف؛ وإيقاع المغنّي: بناؤه ألحان غنائه على مواقعها وميزانها. وبندول الإيقاع (الموسيقى) آلة تُستخدم للتعبير عن الوقت من خلال تكّات أو ضربات تحدِّد موقع النّقلة الموسيقيّة، وعلم الإيقاع (العروض) دراسة الأوزان الشِّعريّة والإيقاع. إنَّ التعمق في خصوصية الإيقاعات الفنية الإسلامية يزيدها جمالًا وبهاءً؛ فالفراغات بين الحروف في فن الخط العربي، وكذا الفراغات بين الأعمدة والعقود في فنون العمارة (فراغات العقود أو المسافات المحصورة بين العقد والعقد الذي يليه نُسميها في المصطلح الوثائقي كوشات العقود).

أثر «الأزهر» على التعليم بالدولة العثمانية د. أحمد عبدالله نجم

من الثابت تاريخيًا أن المدرسة العثمانية - التي كانت تمثّل التعليم العثماني في ذلك الوقت - قد تأثرت تأثرًا بالغًا بالمدارس التي سبقتها في العالم الإسلامي، فقد تجمعت في المدارس العثمانية تقريبًا جميع الأوصاف الخاصة بالحياة المدرسية التقليدية التي بدأت تنتشر في أرجاء العالم الإسلامي منذ القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي). وقد وضعت تلك المدارس لنفسها طريقًا يقوم على الشرح والتحشية، ضمن إطار التمسك الصارم بتقاليد أهل السنّة، ولعبت المدرسة دورًا مهمًا في تحديد توجّه الدولة السياسي الديني، وفي صياغة إسلام الأهالي السنّي.

جارودي والإسلام والحضارة العربية محمد كامل ضاهر

في عام 1946، أصدر روجيه جارودي بالجزائر باكورة إنتاجه الفكري الذي وسمه بعنوان «الإسهام التاريخي للحضارة العربية»، كان يومها في الثالثة والثلاثين من عمره، وقد مرّ خلالها في مراحل حرجة أثّرت بعمق في اتجاهاته المستقبلية دينيًا وفكريًا وسياسيًا. من الناحية الدينية، وُلد جارودي لعائلة ملحدة من الطبقة الشعبية في مدينة مرسيليا على الشاطئ الغربي للمتوسط عام 1913، وفي مدارسها تلقى دروسه الابتدائية، وتابع دراسته الثانوية في باريس. أما دراسته الجامعية، فكانت في قسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعتَي إيكس إن بروفانس وستراسبورغ.