العدد (749) - اصدار (4-2021)

مخطوطُ العربِ يُغَـرِّدُ فِي أعطافِ الصِّينِ .. «نوادرُ نُسَخِ المصحفِ الشَّريفِ» أحمد تمام سليمان

يُطلق على الوثيقة المكتوبة بخطِّ اليد «مخطوطٌ أو مخطوطةٌ»، وهذه الوثيقة تُعَدُّ مستندًا؛ لأنَّها مأخوذةٌ من إسناد الكلام إلى صاحبه، والكتابة اليدويَّة ناهضةٌ على استخدام أداةٍ يسيرةٍ كالرِّيشة أو القلم، وقد أسهم المصريُّون والصِّينيِّون في اختراع حوامل النَّصِّ المخطوط؛ فكان أوَّل استخدامٍ لأوراق البردي (أو الفافير) في الحضارة الفرعونيَّة، ويعود الفضل في إنتاج الورق (أو الكاغد) المستخدمة مادَّته حتَّى اليوم إلى الحضارة الصِّينيَّة، وكما أنَّ لكلِّ إنسانٍ فَرَادَتَهُ في الأسلوب، فإنَّ لكلِّ إنسانٍ فَرَادَتَهُ في الخطِّ، ممَّا يجعل المخطوط أكثر وَثَاقَةً في نسبة الكلام المكتوب، سواءٌ المحتوى المسنَد إلى المؤلِّف، أم الخطُّ المسنَد إلى النَّاسخ.

قاعة مفقودة في متحف نجيب محفوظ أحمد فضل شبلول

قضيت ساعاتٍ ماتعة في التجوال بمتحف نجيب محفوظ، الذي افتتح صباح الأحد 14 يوليو 2019، في المكان الذي شغلته تكيّة محمد بك أبوالذهب، التي أسست عام 1774 بجوار الجامع الأزهر الشريف بالقاهرة، وعلى وجه التحديد في أرض الزراكشة بمنطقة الأزهر (شارع التبليطة بجوار جامع الأزهر، أمام وكالة الغوري، الدرب الأحمر). عندما سألت أحد البائعين بالمنطقة عن مكان تكية محمد أبوالذهب قال لي: تقصد متحف نجيب محفوظ؟ رددت: نعم، وقصدت أن أذكر اسم التكية لأنّها المعروفة عندكم في المنطقة منذ حوالي قرنين ونصف القرن، فردّ قائلًا: واسم نجيب محفوظ أيضًا معروف عندنا، لأنه أديب عالمي وعاش في هذه المنطقة.

الزرهوني يساهم في تأسيس أضخم مكتبة علمية إلكترونية تقلّد أرفع المناصب الطبية بالجزائر وفرنسا وأمريكا أحمد مغربي

من بين كل العلماء العرب في الغرب الذين التقيتُهم، يصعب ألّا يكون البروفيسور الجزائري إلياس الزرهوني، أول من يقفز إلى ذاكرتي. ربما الرجل ليس فائق الشهرة عربيًا، لكنّه وصل إلى أعلى المناصب في البحوث الطبية بأمريكا، إذ ترأس «معاهد الصحة الوطنية» التي تعدّ أضخم مؤسسة عالمية في البحوث المتعلقة بالبيولوجيا والطب، وتموّل بحوثها في العالم، بل إن حلم معظم البحاثة في الدول كافة أن ينالوا اعترافًا لبحوثهم من تلك المعاهد ويتلقوا تمويلًا منها.

سيد عويس... عالِمٌ تشكّلت تجربته بتجارب المجتمع السيد نجم

عندما تطالعنا الصحف في الصباح بالحوادث الشاذة والمنفّرة، نتذكر رائد علم الاجتماع العربي المعاصر، د. سيد عويس، الذي يُعدّ أوّل من نقل النظريات والمقولات التحليلية إلى شروح وتفسيرات تساعد على تجاوز الظواهر السلبية، وقد خاض تجربة حياتية تجاوز بسببها العوائق، وأصبح أكثر علماء جيله إيجابيّة للمجتمع. وُلد د. عويس بالقاهرة في فبراير 1903، وتوفي في 16 يونيو 1988م، وكانت حياته بحثًا عن الظواهر الاجتماعية والعادات السلوكية والموروثات التي تتحكّم في المجتمع، امتلك إرادة وعقلية قادرة على تجاوز الصعاب، بدلًا من التقهقر والاستسلام، فبعد وفاة والده كان عليه أن يتحمّل مسؤولية الأسرة، وعمل موظفًا بشهادة متوسطة، لكنّه تعرّض للعقاب والخصم ثلاثة أيام من راتبه عقابًا له، فقرر الاستقالة!