العدد (621) - اصدار (8-2010)

جرير.. بحر النقائض الهادر (شاعر العدد) سعدية مفرح

«جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر»، عبارة قالها أحد النقاد العرب القدامى الذين انساقوا وراء ذلك التنافس الشعري الذي صنع أشهر اسمين شعريين في عالم النقائض الشعرية العربية، فرددها بعده كثيرون ممن استسهلوا الحكم على جرير والفرزدق بهذه العبارة البليغة، وصفاً للشاعرين بأقل الكلمات وأدلها على أسلوبيهما في كتابة القصيدة في سياق النقائض وخارج ذلك السياق أيضا

سيرة الفتى القروي محمد زينو شومان

هبطتُ الضواحي على قرع هذي الهواجس بين ضلوعي يشعشعُ قلبي كإسفنجةِ البحرِ أطوي كتاَب الأسى تحت إبطي وأشياء أخرى احتفظت بها كلّ هذي السّنينْ تسلّلتُ مثل الحراذين بين المدافنِ قال رفيقي المحنّكُ: يُلقيك رهطك، يا صاحبي، في شعابِ القلقْ

فى البدء كان الإنسان جابر عصفور

تحل هذه الأيام ذكرى الشاعر المصري الراحل صلاح عبدالصبور ما يستدعي استعادة بعض أهم سمات شعر عبدالصبور وعلاقته برؤاه الإنسانية. أتصور أن إيمان صلاح عبد الصبور بالإنسان كان دافعَه إلى تجسيد النجمين اللذين تضيء بهما حياة هذا الإنسان، حتى في لحظات عمره القصير فوق الأرض لا تحتها هذان النجمان هما الحريةُ والعدل، الحرية من حيث هي استقلال الإرادة، وحق الاختيار، وإرادة الوجود، أو حتى إرادة رفض الوجود

الأغنية الدينية.. شوقي - أمّ كُلثوم نموذجًا بشير عيَّاد

لا نستطيعُ تحديدَ التاريخِ الفعلي لبدايةِ الأغنيةِ الدينيّةِ ، ولكنْ لنتّفقْ ـ مجازًا ـ على أنَّ الحروفَ الأولى لهذا اللونِ من المديح أو الغناءِ الدّيني كانت أنشودة «طلعَ البدرُ علينا» التي قابلَ بها أهلُ المدينةِ رسولَنا الكريم ابتهاجًا بهجرتِهِ إليها. كانَ أجدادُنا شعراءُ العصرِ الجاهلي بارعينَ في المديحِ، ولكنّهُ كانَ مقصورًا على القبيلةِ أو العشيرةِ، وكانَ يقابلُهُ الهجاءُ على الضّفةِ الأخرى، ومعَ دخولِ شعراءَ كثيرينَ في دينِ اللهِ، تحوّلوا بكاملِ وجدانهم إلى إعلاءِ كلمةِ الحقّ، والدّفاعِ عن دينهم، وصدّ غاراتِ الشعراءِ الكفّارِ الذينَ يهجونَ النبيَّ الكريم

ثربانتس والقراءة المدجنة لرواية دون كيشوت ناديا ظافر شعبان

في ذات مرة، كتب الروائي الكولومبي الشهير غابرييل غارثيا ماركيز يقول «إنه علينا أن نقرأ، ونعيد يومياً قراءة دون كيشوت، وهذا يعني أن الكتاب الأشهر في الدنيا، الذي أصدره الكاتب الإسباني ميغيل دي ثربانتس في جزأين في مطلع القرن السابع عشر، والذي تُرجم إلى كل لغات العالم، لايزال بعد أربعة قرون على صدوره، حاجة فكرية وأخلاقية في يومنا هذا نظراً لمضمونه الإنساني والنبيل، الذي يتجاوز واقع العصر «الحديدي» الذي كتب فيه

قصص على الهواء حسين الجفال

الثيمة الرئيسية في هذا النص هي أنسنة الظل واستخدامه كسارد رئيسي للأحداث. أجاد الكاتب تفعيل العديد من الحواس الإنسانية (الغيرة, العتب, التحدي, الإبصار....). هذا التفعيل الذي أدى بالنهاية إلى تجسيد الظل ككائن حيوي مستقل بإمكانه أن يكون نداً لصاحبه. واستطاعت هذه المفارقة بامتياز أن تبلور الظل داخل حالة إنسانية نجحت في استدرار عاطفة المتلقي