العدد (747) - اصدار (2-2021)

التديّنُ السياسي د. عبدالجبار الرفاعي

عندما يمرضُ التديّن تمرضُ الحياة، وعندما يصحو التديّن تصحو الحياة. لا دينَ بلا تديّن، ولا تديّن بلا إنسان. ‏الدينُ بالمعنى الأعمّ من الأديان الوحيانية المعروفة، وغيرِها ‏يتحقّقُ في الأرض من خلال تمثّلاته في حياة الفرد والمجتمع ‏وتعبيراته المتنوعة. ونحن نرى الدينَ يعبّرُ عن حضوره في ثقافة الإنسان ولغتِه وسلوكِه ومواقفِه المتنوعة في الحياة، سواء أكانت هذه المواقفُ متناغمةً ومنسجمةً، أو كانت مختلفةً أو متضادّةً، وقبل ذلك نرى الدينَ يعبّر عن حضوره في طقوس الإنسان وشعائره وممارساته الدينية.

كينونة الأمة كينونةُ ثقافتها عمر شبلي

الثقافة في أيّة أمة من الأمم هي فكرها المتحوِّل سلوكًا، وهذا السلوك يتحوّل تراثًا تتميّز به الأمة عن الأمم الأخرى، ويبقى هذا التراث علامة وجود هذه الأمة. ومن مراقبة سلوك الأمة خلال مسيرتها التاريخية تتوضحُ معالمُ ثقافتها المتراكمة عبر تجربتها التاريخية، وقتَها تستطيع من خلال السلوك المتراكم تاريخيًا أن تحدّد شخصية الأمة وسلوكها، وتكون ثقافتها تعبيرًا عن حقيقتها كلّما مرّت الأمة خلال تاريخها الطويل بنكسات وصعوبات ومَآلات سياسية قاسية، قد تمسُّ سلوكها. لكن أصالة ثقافتها وارتكازها الأبعد في عمق وجودها التاريخي تصحح ما اعوجّ من سلوك التجربة التاريخية الصعبة.