العدد (747) - اصدار (2-2021)

الجريدة الرسمية " السيرة الذاتية " لدولة الكويت د. مشاعل الهاجري

منذ ما يقرب من ألف وخمسمئة عام، وفي مدوّنته القانونية الشهيرة بـ Corpus Juris Civilis الصادرة عام 533 م (التي يعرف القانونيون حول العالم أنها تمثّل أساس القانون الروماني، الذي يمثّل بدوره العمق التاريخي الممتد للقوانين المدنية المقارنة في أغلب دول العالم، ومنها القانون المدني الكويتي) منذ ذلك الزمن العتيق، أظهر الإمبراطور البيزنطي جستنيان اهتمامًا خاصًا بنشر القوانين وبإعلانها رسمية للكافة.

بدايات فن الكاريكاتير في الكويت خالد العبدالمغني

احتل عام 1936م موقعًا فاصلًا من تاريخ التعليم بالكويت، ويرصد لنا هذا التاريخ نقلة نوعية في مناهج التعليم وطُرق التدريس، بعد تشكيل مجلس المعارف الذي أسهم في انتقال نظام التعليم شبه النظامي إلى التعليم النظامي في مدرستي المباركية (أُسّست عام 1912م)، والأحمدية (أسّست عام 1921م)، والعمل على تنوّع التعليم وتنظيمه، وتطوير المناهج وتحديثها، وإرسال الطلبة في بعثات إلى مصر ولبنان والعراق، فأضافوا إلى ما كان يُدرس من قبل: الهندسة والحساب، ومبادئ الصحة والعلوم، واللغة الإنجليزية، وكذلك الجغرافيا والتاريخ، ومادة الرسم والأشغال اليدوية، وواكب بعدها استقدام مدرسين من فلسطين، ثم مصر، وعودة الطلبة الكويتيين المبتعثين ومزاولة بعضهم التدريس.

الكويت في الخمسينيات .. يستحضر العصر الذهبي للدولة حمزة عليان

عن دار ذات السلاسل في الكويت، صدر حديثًا كتاب «الكويت في الخمسينيات»، الذي يكتسب أهميته في جانبين؛ الأول أنه يرصد إنجازات العقد الذهبي في تاريخ الكويت، والجانب الآخر أن كاتبه صاحب حرفة خاصة تجمع بين فن الكتابة ومهارة التأريخ، كما أنه واحد من خبراء علم المعلومات، ومن أهمّ مؤسسي مراكزها الصحفية، وفي هذين الجانبين يقول الوزير الكويتي الأسبق للشؤون الخارجية، سليمان ماجد الشاهين، في تقديمه للكتاب: «إن عقد الخمسينيات هو العقد الذي حمل الأهمية والمكانة التي يستحقها تاريخنا الكويتي، وهو عقد مرحلة قدر للكويت اختيارها منطلقًا لاستكمال حداثتها المادية إن صحّ التعبير، والتي تتماشى مع التحول العالمي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية».

حلَب الشهباء تراثٌ يصمد ومدينة تحيا بحُبّ الحياة د. خالد عزب

حلب لؤلؤةٌ وضّاءة في جبين الأمة، وهي من أقدم مدن العالم، لا تزال مزدهرة زاخرة بالحياة، ويزداد جمالها مع مَرّ الأيام والأزمان. تقع حلب على مفترق الطرق التجارية الكبرى، وعلى حدود البادية، وتمتاز باحتفاظها بكنوزها الأثرية الإسلامية. مدينة صمدت أمام الغزاة وقاومت، دمّروها فنهضت وعادت أقوى ممّا كانت عليه، في الحرب الأخيرة تعرّض تراثها للتدمير، لكنّها ستعود أقوى مما كانت عليه، تراثها المادي واللامادي ينبئ عن شخصية قوية عركها الزمان وأحزنها، فكانت البهجة روح أهلها المقاومة للظلم.

يحيى حقي المؤسس المتعمق والإنسان البسيط د. علاء الجابري

تركي الأصل، صعيدي الهوى، ماهر في عدة لغات، يعتزّ باللغة العربية. كثيرون هم الكتّاب، والمؤسسون قلة. ولا تختلف عند يحيى حقي (1905 - 1992) المجالاتُ العديدة التي كتب فيها وأسّس عن تجاربه المتنوعة وأسفاره المختلفة، ووظائف متفاوتة وشخصيات شتى كانت مؤثرة فيه، رحلةً متعددة الجهات وحيوات منفتحة للمدى. إنه كاتب يجمع بين القصة والمقال والرواية والنقد والترجمة، تمامًا كما تجمع مصاحباته بين توفيق الحكيم فتأثر به، وكان امتدادًا لنسقه الغربي في ميله للعزلة، وتراه يحمل امتنانًا كبيرًا لطه حسين الذي شجّعه في بداياته، وفتنه محمود شاكر، فعقد عميق محبة مع «العربية» وتراثها القديم ومعاجمها، فعشقها يحيى حقي حتى سمّى نفسه «الجاسوس على القاموس».

خليل مطران ومصر د. ميشال جحا

كان الشاعر خليل مطران موزع الهوى بين وطنه الأول لبنان، الذي أنجبه ومدينة بعلبك التي وُلد فيها، ووطنه الثاني مصر التي احتضنته، فعاش فيها أكثر من ثلاثة أرباع عمره إلى حين وفاته في 1949، فيكون بذلك قد لبث فيها 57 سنة. ‏ومن المعروف أن من بين الأسباب التي أدّت بالخليل إلى ترك لبنان والسفر إلى باريس أول الأمر، ومنها إلى الإسكندرية، وبعد ذلك إلى القاهرة، إنه كان من دعاة التحرّر مجاهرًا بحبّه للحرية وبعدائه للأتراك.

الأمير شكيب أرسلان السياسي التوفيقي د. محمود حداد

نحو عام 1930 أقيم في باريس احتفال بشاعرية أمير الشعراء أحمد شوقي، فقال المفكر الفرنسي توسين: «إن الحرب العامة أثبتت فساد نظريات الغرب، وأوضحت أن المدنية المبنية على المادة وحدها قاصرة عن الوفاء بحاجة الإنسانية»، وأضاف: «إن أمراض المدنية الغربية الحادثة بدأت تسري إلى الشرق». فأجابه الأمير شكيب أرسلان: «لست متفقًا مع المسيو توسين في كل ما ذكره عن مدنية الغرب، فالشرق مديون للغرب بكثير من أسباب المدنية، لا سيما فيما يتعلق بالرفاه وتدبير المنزل ونظام الاجتماع وفنون الصناعة وجرّ الأثقال. كما أن الغرب مديون للشرق بمبادئ الإنسانية العليا، وبالإجمال المدنيات ثلاث؛ إحداها تكاد تكون روحية صرفة، وهي مدنية الصين والهند، والثانية تغلب عليها المادة الصرفة، وهي مدنية أوربا وأمريكا، والثالثة وسط بين الاثنتين، وهي المدنية الإسلامية، فالواجب أن يُستفاد من المدنيات الثلاث ليؤخذ من ذلك مجموع لا شك في أنه يكون في تحقيقه سعادة المجتمع البشري». يُفصح هذا الرأي عن نظرة الأمير المتوازنة وربما التوفيقية إلى المدنية الإسلامية، ويبدو أن هذه النظرة كانت في أساس مواقفه السياسية كما الفكرية، كما سنحاول أن نظهر في هذا المقال.