العدد (746) - اصدار (1-2021)

د. فريدريك معتوق: العصبيّة فيروس نائم في عُمق التراث الجيني للبشر أحمد فرحات

هو في مقدمة علماء الاجتماع العرب الأكثر اندغامًا في معضلات مجتمعاتهم العربيّة ومحاولات تقديم العلاجات الأنجع لها؛ ولأجل ذلك كرّس ويكرّس عالِم الاجتماع اللبناني، د. فريدريك معتوق، وقته العلمي المفتوح لتفكيك معضلة العصبيّات العربية، التي لا تزال تفتك بنسيجنا الاجتماعي والسياسي والثقافي العربي منذ زمن طويل. غير أن هذا لا يحجب - في المقابل - واقع أن المجتمعات الغربية عمومًا، والتي نظّرت طويلًا لمفهوم الديمقراطية السياسية والاجتماعية، وتحديدًا منذ عصر الأنوار مع كتاب فولتير «بحث في التسامح» عام 1763، وكتاب هيغل «دستور ألمانيا» عام 1800، تعود القهقرى اليوم إلى الزمن العصباني المناقض لمفهوم دولة المواطنة الحديثة، فما نشهده، مثلًا، من هبّات عصبيّة لبعض الأحزاب الشعبويّة في النمسا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة التي تجاهر بشعارات غير ديمقراطية، بل عنصرية في الصميم، كما يقول د. معتوق ويتساءل: لماذا باتوا يشبهوننا في سلوكهم السياسي العُصباني، فيما كنّا نظن أنهم قد انتقلوا نهائيًا إلى ضفة المجتمعات الديمقراطية المتسامحة؟