العدد (734) - اصدار (1-2020)
عيون لوزية ضيقة مستدقّة الأطراف، وجلود حيوانات تغطّي الجسد... قرع الطبول وصهيل الخيل وأصوات الصراخ والعويل تصمّ الآذان، وحرائق مشتعلة في كل مكان، رائحة الدم تزكم الأنوف، واللون الأحمر يغطي الطرقات، نفائس من المخطوطات تسحقها الأقدام. تلك هي الصورة الذهنية التي يترجمها العقل فور سماع كلمة تتار أو مغول، أو اسم قائديهم جنكيز خان وحفيده هولاكو خان. صورة ليست متخيّلة ولا مبالغة في تفاصيلها، بل هي أقل بكثير من الواقع والأهوال التي عاشها المسلمون في القرن السابع الهجري، ممن كُتب عليهم معاصرة تلك الأحداث الجسيمة؛ ليفجعوا بفاجعة أكبر ونكبة أكثر حدّة عقب مقتل الخليفة العباسي المستعصم بالله في بغداد عام 656هـ/ 1258م على يد قائد المغول هولاكو خان.
ترجع أهمية مدينة قادش قديمًا لموقعها الاستراتيجي والتجاري المهم في قلب الشام، حيث كانت تعدّ الطريق الواصل جنوبًا مع سهول لبنان، ثم فلسطين، وصولًا إلى سيناء وأرض وادي النيل، وغربًا تجاه سواحل البحر الأبيض المتوسط. كما اعتُبرت مدخلًا مهمًا ومفترق طرق لبقية أراضي الشام شرقًا حتى بلاد ما بين النهرين، وشمالًا نحو منطقة الأناضول عند البحر الأسود. تقع «قادش» في سورية جنوب غرب مدينة حمص قرب الحدود مع لبنان، ومكانها هذا المطل على نهر العاصي يسمّى حاليًا «تل النبي مندو». كانت قادش جزءًا مهمًا من تاريخ مصر القديمة وتوسعاتها في آسيا عهد الدولة الحديثة، ومع أهمية الموقع ووجوده في منطقة صراعات بين الممالك الكبرى في ذلك الوقت، ظلت قادش هدفًا ثمينًا، لأنها كانت عنق الزجاجة والممر الآمن والباب المحصّن لأي حاكم أراد أن ينشر نفوذه بالشرق الأدنى القديم خلال الألف الثانية قبل الميلاد.
في هدوء سيمرّ اليوم العالمي للغة العربية في مناطق كثيرة، غير أن الحال لن تكون كذلك في دولة مثل كوريا الجنوبية. خمسون عامًا تتعلّم كوريا اللغة العربية في هدوء وتركيز شديدين، تتقرب إليها ربما باعتبارات براجماتية تتصل بتسويق منتجاتها، وتأتي العربية بعد اللغة الإنجليزية من حيث الإقبال على تعلّمها، تشارك العربية منذ المراحل الأولى، ولها امتحان مستقل في المرحلة الثانوية، ينال إعدادًا يصعب وصفه، وبيان النظام الذي يقوم عليه «معسكر» إعداد الامتحان لمدة تقترب من الشهر. يدرّس الكوريون - بمساعدة أساتذة عرب - اللغة العربية الآن في 6 أقسام للغة العربية في 5 جامعات كورية، منها جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية. ومنذ أُسّس أول قسم لغة عربية على مستوى كوريا في تلك الجامعة عام 1965، وهي تشهد إقبالًا متزايدًا، فقد ارتفع عدد الطلاب ارتفاعًا كبيرًا، وتطورت عمليات الدراسة والتدريس والبحوث، بما أسهم في تحسين صورة اللغة العربية ورفع وعي الجماهير بالثقافة العربية في البلاد.
الأدب المهجري هو النصوص الأدبية من شِعر ونثر، التي خلّفها في المهاجر الأدباء والشعراء، خاصة من اللبنانيين وبعض السوريين، أغلبهم من مدينة حمص، والتي كُتبت في بلدان أمريكا الشمالية - في نيويورك خاصة - وأمريكا الجنوبية، بالبرازيل في سان باولو، وبالأرجنتين في بوينس آيرس. أسس بعض هؤلاء الشعراء والأدباء في بلاد الاغتراب عشرات الجرائد والمجلات التي كانت تنشر نتاجهم في المهجر. ويرتكز الشعر المهجري على ثلاثة أعمدة؛ الحرية، والحب (حب الحياة وحب الوطن) والحنين.