العدد (736) - اصدار (3-2020)

فيلم «ولولة الروح» للمخرج المغربي عبدالإله الجوهري قبضة حديدية وجرائم غامضة وأغانٍ شجية عبد اللطيف البازي

فيلم «ولولة الروح» الحائز على جائزة السيناريو بمهرجان الإسكندرية السينمائي لسنة 2018، هو عمل من توقيع المخرج والإعلامي المغربي عبدالإله الجوهري. الفيلم يعلن منذ البداية عن ارتباط حكايته وبنائه بالموسيقى وبأغاني «فن العيطة» المغربي الشعبي، وهي الأغاني التي شكلت خيطًا ناظمًا لوقائعه وعلامات يستهدي بها المتلقي، فأصبح الخطاب الموسيقي، بذلك، خطابًا واصفًا ومكونًا في الآن نفسه من مكونات العالم التخييلي المقترح علينا.

السينما والحياة! عامر ذياب التميمي

كيف يمكن أن نعزو للسينما دورًا في الحياة الإنسانية؟ لا شك في أن السينما كفن تعتبر من الفنون الجديدة، حيث لم تكن معروفة قبل العقد الأخير من القرن التاسع عشر. وقد بدأ هذا الفن عندما عرضت شركة أديسون بالولايات المتحدة في العام 1891 عرضًا للصور المتحركة. لكن الأخوين لومير تمكنا من تقديم عرض لصور سينمائية في باريس لجمهور قام بدفع مقابل المشاهدة بالعام 1895. كانت الأفلام قصيرة لا تتجاوز دقائق محدودة وعرضت في أراضي المعارض أو قاعات الموسيقى. أما مادة الأفلام فلم تتعد صورًا لمشاهد محلية وأنشطة معينة، تطورت بعد ذلك إلى تصوير سينمائي لمشاهد فكاهية.

يوسف كامل وراغب عياد طريق الفن.. وصداقة إنسانية بلا حدود صلاح بيطار

يوسف كامل، وراغب عياد، اثنان من الرواد الأوائل الذين حفروا في مجرى نهر الإبداع المصري الحديث، جيل مثَّال مصر محمود مختار... وتعد الصداقة التي جمعت بينهما صداقة نادرة رفيعة المستوى بكل المقاييس، وحكايتهما تمثل صورة فريدة في معنى الإنسانية، لم تحدث في تاريخ الفن، على الرغم من اختلاف أسلوب كل منهما وطريقته الخاصة في التعبير. اتخذ يوسف كامل من التأثيرية أسلوبًا له، فميزته وأصبحت علامة على فنه، وظهرت مصريته واضحة حين صور بالنور معالم القاهرة القديمة... قاهرة المعز، وبهاء القرية بطيورها وحيواناتها الأليفة وأسواقها، وقادنا راغب إلى هدير الحياة الشعبية... من الزار والأسواق والمقاهي والحقول والحمامات الشعبية والأفراح والموالد والأديرة المنتشرة في صعيد مصر، بأسلوب مفعم بروح الفن القبطي.

داود حسني ملحّن مصري أصيل أسعد مخول

تحوّل الدّور الغنائي في الموسيقى العربيّة إلى قيمة تذكاريّة نجلّها ونحترمها إن صادفنا وجودها في كتاب أو في قرص مسجّل، أو لنقل، إن سمعنا من يصدح بها في حفلة أو في مجلس طرب. وننساها، ونتجاهل مبدعيها واحدًا تلو الآخر، في ماعدا ذلك. لقد طرأت تطوّرات مختلفة، وتنوّعت الصّيغ الغنائيّة وحلّ بعضها محل البعض الآخر، وتراجع الملحّن عن تلحين الدّور، وابتعدت المطربة وابتعد المطرب عن غنائه، لصعوبته ربّما، أو لعدم مؤالفته للأجيال الحاضرة. ونحن بتنا نقرّ بما حصل، فلعلّ لكلّ عصر أعلامه ونجومه، وما على الآفل منها سوى الانضمام إلى صرح التّراث، والإقامة في ردهاته المكتظّة. هناك يقيم داود حسني منذ ثمانين سنة، يصلح عوده، ويحصي أعماله، معتمرًا طربوشه اعتزازًا بما أبدع، وافتخارًا بما أعطى.