العدد (740) - اصدار (7-2020)

تشارلز تاليران الأمير الخائن عبدالله بشارة

من بين مئات السّيَر الذاتية التي أقرأها، وما زلت، تظلّ حياة الأمير تشارلز موريس تاليران، أكثرها إثارة وأغربها تقلّبًا، وأفظعها في التحوّلات، وأصعبها في التخفّي، وأفسدها في الضمير، وأجرأها في المخاطر، وأجملها في الختام، ولأنها تملكُ هذا الحشد الواسع من الصفات المتضادة، رأيت أنّها تستحق التعرُّف إليها من خلال مجلة العربي، لأنّها حياة في شبه أسطورة، فيها عدة معجزات، فيها ما يسرُّ وفيها ما يضايق، لكنّها تبقى لوحة تقدّم مواصفات نادرة لإنسان وُلد في أسرة من نبلاء فرنسا، في عصر تميّز بالوهج الملوكي، وباحترام متوارث لطبقة المحظوظين من سلالة الأسرة المالكة The Bourbons، التي حكمت فرنسا لعدة قرون، تنعم بإعفاءات وبعطاءات وحظوة طبقيّة مرتفعة.

المثقف في المجتمع التاريخ والفكرة والدور د.خالد زيادة

تذهب الأبحاث إلى اعتبار البيان الذي أصدره الأديب الفرنسي إميل زولا بعنوان «إني أتهّم»، الذي نشره في جريدة الأورر الفرنسية عام 1898، والذي أكّد فيه تلفيق السلطات الفرنسية لتهمة الخيانة للضابط اليهودي درايفوس، بمنزلة الإعلان عن ولادة المثقف الحديث. لكن الدراسات التي تنشغل بتاريخ الفكر تُرجع ولادة المثقف في أوربا إلى فترات مبكرة منذ تطوّر المؤسسات الجامعية، وبروز المتعلّم الجامعي الذي شغل وظائف في الدولة والإدارة، وساهم في إطلاق النقاشات ودافع عن حرية الفكر.