العدد (740) - اصدار (7-2020)

أستاذتي سَهير القلماوي جابر عصفور

في الواقع أنا لا أعدُّ سهير القلماوي أستاذة لي فحَسب، تعلمتُ منها النقد الأدبي، خصوصًا في جوانبه التطبيقية، كما تعلمتُ منها أن أقرأ بلغات أجنبية، لكنّها - فوق ذلك كلّه - كانت أُمًّا حانية إذا لزم الحنوّ، قاسية مُتشددة إذا استدعى الموقف الذي يجمع بيننا الشدة أو القسوة. عرفتُها منذ أن دخلت قسم اللغة العربية بكلية الآداب، فقد كانت رئيسة القسم في ذلك الوقت. والطريف أنّني عرفتُ هذه الصفة لها على سبيل السخرية من واحدٍ من كارهيها، والذين عُرفوا بالحقد عليها والغيرة منها في الوقت نفسه.

وقالَ لي أحمد اللاوندي

ترفَّقْ قليلًا... وأنتَ تُعاتِبُ أُنثى، وأنتَ تَصُبُّ على النَّارِ ماءكَ كي تستلذَّ بفتحٍ يَظنُّ بأنَّكَ فارسُهُ المُشْتَهَى

حينما اكتسح الشعر عملاً روائيًا مذهلاً عبداللطيف البازي

رواية «ساعي بريد نيرودا... صبر متأجج» للروائي أنطونيو سكارميتا*، هي رواية تخاطفها ملايين القراء في ترجمات عدة، واقتبست إلى السينما في فيلم حظي بحفاوة استثنائية. هي عمل يحكي في البداية قصة صحفي وروائي متعب ومحبط كلفه مدير الجريدة التي يعمل بها بأن يقوم بتحقيق من نوع خاص بجزيرة (إيسلانيكرا Isla Negra) بقصد «الحصول، من خلال مقابلات مع بابلو نيرودا، على شيء من قبيل، حسب تعبير المدير، الجغرافية الغرامية للشاعر» (ص10)، أي أن ما طلب منه هو التلصص على الحياة الحميمية للشاعر التشيلي الكبير.

استعمال جديد صحيح يحتاج إلى قاعدة نحويّة مصطفى الجوزو

كان النبيّ ([) يدعو صاحبه وخادمه عبدالله بن مَسْعود (ت 32 هـ) بابن أمّ عبْدٍ، أي غير مضاف إلى اسم الجلالة؛ وقد ورد ذلك في الحديث النبويّ، وفي كتب التراجم، ولا أدري أَختُص هذا الصحابيّ دون غيره بذلك، أم كان الأمر عادة شائعة في مَن اسمه عبدالله، واشتهر به ابن مسعود لمكانته ولورود الحديث بكنيته هذه؟ المهمّ أنّ العادة المشهورة في أيامنا، وهي تكنية من اسم ابنها البكر معبّد: عبدالله، أو عبدالرحمن، أو عبدالقادر... إلخ، بكنية أمّ عبد، مجرّدةً من إضافة اسم الجلالة، ليست بدعًا من العادات، بل تمتدّ جذورها إلى عهد النبوّة، وربّما إلى ما قبل الإسلام.

ركعتان ممّا على الشاعر د. ايهاب النجدي

يتطلب الدخول إلى النص من خلال عتبة العنوان، توظيف الحصيلة المعرفية، والملكات الذوقية لدى المتلقي، من أجل استجلاء الدلالات الممكنة والوسيعة، في علامة نصية - هي بطبيعتها - قليلة الكلمات، محدودة البناء، ولكنها - بحكم الضرورة - تعلو النص، ولا يعلو عليها.