العدد (742) - اصدار (9-2020)

الرمزية الصوفية للقصيدة د. جابر عصفور

الرمز والرموز من الأدوات البلاغية عالية القدر التي تحتفي بها البلاغة العربية، خصوصًا في صلتها بِلُغة التصوف والمتصوفة. وإذا كانت التجربة الصوفية تنتهي إلى نوعٍ من الكشف أو التجلّي، فإن ما يتم الكشف عنه في لحظات التجلي لا يمكن تجسيده أو تصويره أو ترميزه بلُغة البشر العادية التي نستخدمها في حياتنا اليومية أو العادية. فما يهدف إليه الصوفي في نهاية الأمر - من خلال تجاربه الروحية - هو الوصول إلى نوعٍ من الكشف الخاص من الحقائق المتسامية. هذه الحقائق لا يمكن صياغتها بلُغة البشر العاديين. ولذلك قال ابن عربي عبارته الدالة والمفتاحية في الوقت نفسه: «ولم أزل فيما نظمتُهُ... على الإيماء إلى الواردات الإلهية، والتنزّلات الروحية، والمناسبات العلوية، جريًا على طريقتنا المثلى».

شُرفةٌ على الوقت علي عبدالله خليفة

كأنـّا، وبابُ الهَـوى يقودُ إلى سُلمٍ من غَـمام وأنّا، كما نُطفةٍ تـتوقُ لنورٍ تبدّى لها في الظلام نُعايش عـشـقًا... على كوكبٍ من هَـديـل نطيرُ، ونرسمُ أفـقًا بعيدًا بهِ البحرُ والنهرُ مـتـحـدان

«بعد النهاية»... رواية القارئ الشّبح منير عتيبة

يُطلق على كاتب السيرة الذاتية في الغرب «الكاتب الشّبح»، فهو يكتب سيرة شخص آخر بأسلوبه الأدبي، ولا ينشرها إلا بعد موافقة صاحب السيرة الأصلي، ويحصل على أجر مقابل كتابته من دار النشر، أو من صاحب السيرة، فهو كاتب أجير، لكن له حق الحصول على المعلومات التي يرغب فيها لتكون لديه فكرة جيدة عن الموضوع الذي يكتبه. وقد استخدم الكاتب الصيني تشو دا شين هذا الكاتب الشبح ليكون بطلًا لروايته «بعد النهاية... انتهى العرض والجمهور لم يغادر»، التي ترجمها د. يحيى مختار، ونشرها «بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية» بالقاهرة هذا العام.

لاميّة امرئ القيس الرؤية الوجودية والتشكيل الفني د. سعيد بكور

الرؤية، في أبسط تعاريفها، ذلك التصوّر الفكري الذي يوجه إبداع الشاعر ويرسم له طريقًا أسلوبية مختلفة تشكّل ملامح شخصيته الشعرية. وامرؤ القيس شاعر صاحب أسلوب، وإمام مدرسة، اختط للشعراء طريقًا ساروا عليها، وهو بعد ذلك نموذج يُحتذى، فتق عين الشعر، وسار على منواله الشعراء الذين حاولوا تقليده ومجاوزته، وفي كل الأحوال كان السابق الهادي «سبق العرب إلى أشياء ابتدعها، واستحسنتها العرب، واتبعته فيها الشعراء: استيقاف صحْبه، والتبكاء في الديار، ورقّة النسيب، وقرب المأخذ، وشبّه النساء بالظباء والبيض، وشبّه الخيل بالعقبان والعصيّ، وقيّد الأوابد، وأجاد في التشبيه، وفصل بين النسيب، وبيّن المعنى».

الفراغات والخرق اللغوي بلاغةُ الصّمت في روايات إسماعيل الفهد عبدالكريم المقداد

عبر مسيرة إبداعية تجاوزت نصف القرن، وتمخّضت عن نحو ثلاثين رواية، إضافة إلى عدد من المسرحيات والكتب النقدية والبحثية، كرّس الكاتب إسماعيل فهد إسماعيل اسمه كنجم روائي لامع في سماء المشهد الثقافي العربي، عدا عن كونه من الرواد الذين أسسوا لفنّ الرواية في الكويت، في وقت ما كان يتجاوز عدد الروايات فيه عدد أصابع اليد الواحدة. وقد لا أجانب الصواب إذ أقول إنه رائد الرواية الكويتية، حين الحديث عنها كفنّ يعتمد الحكاية كعنصر من عناصر عديدة يقوم عليها الفن الروائي.

اسم أسماء الذي حيّر العلماء مصطفى الجوزو

لقد جعل النحاة من الأسباب الكافية بنفسها للمنع من الصرف زيادة ألف التأنيث الممدودة أو المقصورة على الاسم، سواء كان مفردًا أو جمعًا، علَمًا أو نكرة أو صفة. ومما منعوه من الصرف كلمة أسماء، إذا كانت اسم علَم؛ لكنّ في تعليلات بعضهم لذلك نظرًا.

مهرجان الفرح الروحي في «سيمفونية السجاجيد» لنازك الملائكة سعيد عبيد

الشعر رحلة روحية فنية لا تفتأ مستمرة في مضارب الكون بين الكائنات، كلّما رقي معراجًا، اشرأب برؤاه المستشرفة إلى المعراج الذي يليه، في توق دائم إلى مُكوِّنِ الكون والكائنات جميعًا، اللهِ ذي المعارج؛ ذلك بأنّ «الروح تظمأ، فتنطلق باحثة عمّا يطفئ ظمأها، فإن توقفتْ في بداية الانطلاق اكتأبتْ واضطربتْ، وإن واصلت السير، وانتهت إلى مبتغاها، هدأتْ واطمأنت. وروحُ الفنان تعي هذه المفارقة، وتتذوّقها، وتجعل منها منطلقًا لصياغة الفن كيفما كان: مرئيًا يعتمد الأشكال والألوان، أو مسموعًا يعتمد الأصوات والألحان» (الأثر الصوفي في الشعر العربي المعاصر، محمد بنعمارة، ص 68).