العدد (742) - اصدار (9-2020)

الجنوب الجزائري وأهم حواضر إفريقيا سميرة أنساعد

ألّف عدد كبير من الفرنسيين كتبًا حول الرحلة إلى أكبر حواضر إفريقيا وجنوب الجزائر منذ العهد العثماني، وارتبطت بأغراض عملية جماعية، منها التبشير والتجارة، كما أصبحت الرحلة من النشاطات الرئيسية لمثقفي أوربا المتخصصين في الأنثربولوجيا، والإثنوغرافيا، والعلوم الطبيعية، وتنامى التأليف في العصر الحديث (ق 19 - 20م)؛ حول الرحلة نحو الجزائر وإفريقيا، وتعددت وجهات هذه الرحلات وتباينت موضوعاتها؛ وكانت هذه المنطقة من الأماكن الجديدة، والمثيرة لدى الرحّالة الفرنسيين، وهو ما أدّى بهم إلى استكشافها، وتقديم أخبار عنها مما قرأوه أو شاهدوه، ضمن أسلوب امتزجت فيه الرومانسية مع السرد الواقعي المتزيّي بالسياسة الاستعمارية.

سينويه الروائي المُغرم بحضارات الشرق القديمة د. محمد سليم شوشة

يعد الروائي الفرنسي جيلبرت سينويه المولود في مصر عام 1947 واحدًا من أهم الروائيين بفرنسا في الفترة الراهنة، ولعلّ ما يجعل مشروعه في غاية الأهمية لكل القراء في أوربا، ويجعله مضاعف القيمة والأهمية بالنسبة لنا، هو قدر ولعه بالشرق وحضاراته القديمة وأساطيره وتاريخه وآثاره، فكأن مشروعه هو إعادة ترميم هذا التاريخ وإعادة عرضه بأسلوب أكثر تشويقًا، فرواياته تحمل طاقات معرفية كبيرة وفي غاية التكامل واتساق المعارف، وتمثل بحثًا وتنقيبًا معلوماتيًا غاية في الثراء، والأهم من ذلك أنها تأتي في إطار بنية روائية لها جمالياتها الخاصة، والقدرة على إدهاش المتلقي وجذبه في عالم القراءة حتى النهاية.

يعقوبي وتأسيس التجربة الفلسفية بالجزائر الزواوي بغوره

يحضُر التاريخ بضروراته وإمكاناته في كلّ حديث عن التأسيس، سواء أكان هذا التأسيس متعلّقًا بالمجال السياسي أم بالمجال الثقافي والفكري، أم بغيرهما من المجالات الإنسانية. وتفرض المنجزات الفعلية والإسهامات الحقيقية نفسها على هذا الحديث، رغم ما تثيره من تبايُن في الفهم والتأويل، وما تؤدّي إليه من اختلاف في المواقف والرؤى. ولكن مع ذلك، فإنّ ثمّة معطيات ومعالم، لا يمكن الاختلاف حولها، ولا التقليل من قيمتها، وأكثر من هذا محاولة إنكار دورها في عملية التأسيس.

الجامع العتيق في مالي دُرّة العمارة التقليدية بإفريقيا د. ربيع أحمد سيد أحمد

يعدّ الجامع العتيق بمدينة جينيه في جمهورية مالي؛ إحدى عجائب إفريقيا، وواحدًا من أكثر العمائر الدينية ذات النمط التقليدي في العالم، إنه أعظم إنجاز للعمارة الساحلية، وأضخم بناء من الطين في العالم؛ يُتوصل إليه عبر أزقّة وحواري مدينة جينيه المبنية من الطوب اللّبِن، وهي مادة البناء الأساسية في المدينة. أسست مدينة جينيه بين عامي 800 و1250م، وازدهرت كمركز كبير للتجارة، وتعاليم الإسلام، وأصبح المسجد العتيق بالمدينة رمزًا للسكان المحليين بالمدينة، ومركزًا للحياة الدينية والثقافية في مُجتمع جينيه؛ كما أنها موقع لمهرجان سنوي يُعقد هناك يُطلق عليه بالفرنسية Crepissage de la Grand Mosquée؛ وبالإنجليزية Plastering of the Great Mosque. وتعني «طلاء الجامع الكبير بطبقة المِلاط» أو كسوته بالطين.