العدد (743) - اصدار (10-2020)

الروائية التونسية حياة الرايس: نصّ لا يطرح الأسئلة فارغ وسطحيّ عذاب الركابي

الكاتبة حياة الرايس وهي تجد الكتابة أعظم تجريب، حيث تتداخل في نزيفها الشعري والنثري معًا كل فنون الكتابة، تكمل بعضها هذه الفنون على أوركسترا أصابعها وقريحتها معًا، وهي تعوّل على الحالة الشعرية التي لا تفارق إيحاءاتها. حياة الرايس كاتبة النصّ المفتوح بامتياز! لا تهاب شيئًا أمام التجديد، مادامت الكلمات أقصى درجات الحرية... وهي تعطي الكلمات حرية المبادرة - كما أوصى العبقري مالارميه- إذ لا شكل محددٌ للإبداع، مادامت هي في «كل شكل تكتبه تبدع فيه». كاتبة، والكتابة لعبة، بكل إيقاع أنوثتها الصارخ، وهي تتحيز لجنسها... إيقاع لا تفارق بلاغته موسيقا الكلمات البركانية، المموسق بشذرات الفلسفة، منجم فكرها ورؤاها. أما عقدها الأزلي مع الحرية/ الحبيبة المقدسة، فقد جاء من إرهاصات رؤى وإبداعات الكبار الذين استعبدتهم الحرية، أمثال غادة السمّان ونوال السعداوي وسيمون دو بوفوار وغيرهم... ورهانها الأزليّ الكتابة/ الحياة منطاد النجاة في وجود غامض، وهي تجدد فيه رحلة البحث عن «عشبة الخلود» مثل «جلجامش» جدنا العظيم... وهذا البحث المضني كما القصيدة، لا يربك الحياة حين تعاش شعريًا. حياة الرايس في حديث لا يغادره دفء الشعر، ولا طقوس السرد.