العدد (743) - اصدار (10-2020)

في رثاء أمير الكويت الراحل (2006 / 2020) صباح الأحمد... من مياه الخليج إلى «بحر العالمية» عبدالله بشارة

ولد سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في قرية الجهراء ــ غرب الكويت يوم 16 يونيو 1929، وعاش عند أخواله إلى السادسة من عمره، وتولدت من هذه الفترة القصيرة بذور التفاعل التلقائي، مع جميع أطياف المجتمع الكويتي، وتسللت تلك الغريزة في كيانه، ومدّته بسلوك التواضع الذي رافقه طوال حياته، ووفرت له منابع الحميمية الآسرة التي كانت أبرز عناصر نجاحه، وسهلت له الاختلاط مع كل مسار في حياة الكويت بعفوية مؤثرة.

صباح الأحمد... القائد الإنسان محمد بن عيسى

ما زالت ظلال اللقاء الأول مرتسمة في ذهني. بدا لي حينها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه وأكرم مثواه، إنسانًا باسمًا، متواضعًا، بالغ اللطف والود، حفيًا ومرحبًا بالإعلام وأهله، لا يترك زائره دون أن تغمره الرغبة في اللقاء به في أقرب فرصة سانحة.

وداعًا قائد العمل الإنساني عبدالله يوسف الغنيم

كان صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد – يرحمه الله – من أبرز رجالات الحُكم في تاريخ الكويت المعاصر، الذين امتزجت رؤاهم السياسية والحضارية بمواقفهم الوطنية والقومية، واجتهدوا في تحقيق الغايات والأهداف التي التقت عليها إرادة الشعب الكويتي، تلك الغايات والأهداف التي تنطلق من ذلك التواصل الحميم بين أبناء الكويت من ناحية، والأسرة الحاكمة من ناحية أخرى،

ورحل راعي الثقافة والمثقفين عبدالعزيز سعود البابطين

بدايةً، أعزي أنفسنا وأعزي أسرة آل الصباح الكريمة والشعب الكويتي والعالم بأسره في وفاة سمو الشيخ صباح الأحمد، قائد العمل الإنساني، طيب الله ثراه. وعزاؤنا في فقده بتسلّم سمو الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم، فهو خير خلف لخير سلف، واختياره سمو الشيخ مشعل الأحمد عضيدًا وسندًا له، وهو الرجل القوي الأمين، نسأل الله سبحانه وتعالى لسموّهما التوفيق والسَّداد في قيادة دفة سفينة الكويت وإيصالها إلى برّ الأمان في ظل الظروف الدولية الشائكة، والتي لا تخفى على أحد.

للثقافة قائد أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد مؤسس النهضة الثقافيه الحديثة كامل العبدالجليل

في يوم أليم وحزين، فُجعت الأمتان العربية والإسلامية والعالم أجمع بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى، سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي لم يكن فقط أميرًا لدولة الكويت، بل قائدًا للعمل الإنساني الدولي، وزعيمًا حكيمًا ومحنّكًا في العمل السياسي والدبلوماسي البنّاء من أجل ترسيخ وتدعيم السلام والتعايش الإنساني والتسامح والتعاون الدولي.