العدد (744) - اصدار (11-2020)

لويز جلوك بين رحابة الآني وامتداد الأسطوري د. محمد سليم شوشة

يتسم صوت الشاعرة الأمريكية لويز جلوك المتوجة أخيرًا بجائزة نوبل للآداب هذا العام بعدد من السمات المهمة، ويتضح من خطابها الشعري ونصوصها ومجموعاتها الشعرية العديدة والممتدة عبر سنوات بعيدة أنها تمتلك بصيرة أو رؤية شعرية تتسم بقدر كبير من التفرد والخصوصية، وفي تقديري أن الرؤية أو البصيرة الشعرية هي جوهر الشعر، لأنها تمكّن الشاعر من النفوذ إلى مساحات مجهولة أو شبه مجهولة، وترى فيها جديدًا وطازجًا، مساحات في الوجود أو النفس الإنسانية تجعلها قادرة على مقاربة الغائر والشديد العمق من الحالات الشعورية التي تتجلى أحيانًا في المشاهد العابرة، والتي ظاهرها أنها عادية أو متكررة أو ليس فيها جديد.

جلوك... عندما «تبرق الشمس الواهنة فوق السطح الأملس» محمود قاسم

قبيل الإعلان عن اسمها كشاعرة أمريكية تفوز هذا العام بجائزة نوبل في الأدب، كان اسم لويز جلوك مجهولًا تمامًا لعشاق الأدب، خاصة الشعر المعاصر. تم إعلان الاسم وسط حالة شديدة من الترقب والتكهنات التي خابت آمال أصحابها، الذين حوّلوا الشبكات الإلكترونية إلى ساحات من الترشيحات، سواء بالنسبة للأشخاص الذين يستحقون كل هذا المجد، أو البلاد التي ستنال الشرف من جديد، أو اللغات المكتوب بها إبداع الفائز، وكان أغلب من صنعوا الظاهرة من الشباب، ومَن يمكن تسميتهم بـ «مهاويس» جائزة نوبل الذين تراهنوا على التكهن بالأسماء الفائزة قبلها بأيام.