العدد (745) - اصدار (12-2020)
في خريف عام 2001 زخرت أروقة متحف سولومون غاغنهايم في نيويورك بأعمال الفنان نورمان روكويل في معرض أشرف عليه المؤرخ الفني روبرت روزنبلوم. كان هذا المعرض بمنزلة المنظار الذي مكّن لرؤية روكويل من زاوية أخرى غير تلك التي اعتيد رؤيته من خلالها. فحتى ذلك العام، لم يكن النقاد يعدّونه فنانًا بما تحمله الكلمة من معانٍ؛ فمن وجهة نظرهم، لم يتعدّ روكويل كونه رسامًا لأغلفة مجلة ذا ساترداي إيفننغ بوست وبعض الملصقات الأخرى. بيد أن ذلك المعرض قد حدا بنقاد الفن لإيلاء أعماله نظرة فاحصة كشفت عن الكثير من خفايا فنه. لعل السبب في تجاهل روكويل طوال تلك السنين هو أنه كان يبحر ضد تيار الحركات الفنية السائدة في عصره؛ إذ كان الاتجاه حينذاك نحو حركات التكعيبية والمينمالزم، وغيرهما من حركات الفن التجريدي، ذلك الاتجاه الذي كان يَعُد أسلوب روكويل في الرسم من مخلفات عصور فنية غابرة يجب طرحها جانبًا والانسلاخ منها.
ربما لم يمرّ بالتاريخ السياسي الأمريكي رئيس بمثل شخصية الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، منذ تأسيس الولايات المتحدة في أواسط القرن الثامن عشر. لكن هناك عددًا من الرؤساء أثاروا الجدل بسلوكياتهم ومواقفهم السياسية والاجتماعية. وبطبيعة الحال أن مثل هذه الشخصيات تعتبر من الشخصيات المتوقعة في بلد بحجم الولايات المتحدة، يضم فئات عرقية متنوعة ومهاجرة، كما أن عدد الرؤساء بعد نهاية عهد ترامب بلغ 45 رئيسًا، بما يحتم وجود شخصيات مثيرة للجدل بينهم.