العدد (620) - اصدار (7-2010)

ملف فؤاد زكريا.. فؤاد زكريا مرآة الفلسفة سليمان العسكري

قَدَرُ بعض الفلاسفة أن يكونوا رواداً لمجتمعاتهم، ونبراساً لمجايليهم. لا تعزلهم غرف البحث الصامتة عن مسالك الحياة الصاخبة، ولا تفصلهم أوراق وأحبار الأوراق عن معترك التنوير بما يتطلبه من جهد فذ. حينما اخترتُ المفكر الكبير الدكتور فؤاد زكريا موضوعاً لملف هذا العدد من «العربي»، كانت حيرتي أشد في من سنستكبُ ليكتبَ عنه. فقد كان ثراء عطائه يربطه بأكثر من محور، مثلما يستدعي للحديث عنه أكثر من قلم. لذلك كانت النخبة المتحدثة في هذا الملف إشارة لافتة لقدر ذلك الراحل الكبير، في حياته العملية، وتراثه الفكري، على حد سواء

فؤاد زكريا .. الفلسفة مفتاحاً للإصلاح الاجتماعي عاطف العراقي

لكي نفهم العديد من الأفكار الفلسفية لفؤاد زكريا، فلابد أن نضع في اعتبارنا أنه لم يكن مقتصراً على تخصصه الدقيق كأستاذ للفلسفة الحديثة والمعاصرة، يلقي محاضراته على الطلاب في العديد من الجامعات العربية، بل إنه مثّل خير تمثيل دور المثقف، وذلك حين اهتم بالمشكلات السياسية والاجتماعية في المجتمعات العربية والمجتمعات الغربية والأمريكية. لابد أن نذكر أنه توجد مفاتيح كثيرة وعديدة لفهم أفكاره الفلسفية وأفكاره الثورية في مجال الإصلاح الاجتماعي والسياسي، من بينها غزارة اطلاعه

الأبعاد الفكرية لكتابات د. فؤاد زكريا السياسية د. عبدالله الجسمي

خاض المرحوم د. فؤاد حسن زكريا معارك فكرية وسياسية عديدة مع مختلف التوجهات الفكرية والسياسية في الوطن العربي، فقد مرت عليه فترات لم تكن تلك المعارك تهدأ ولو للحظة واحدة ومن جميع الاتجاهات، إذ اعتدنا أن نسمع منه عندما كنا طلبته، عند سؤاله مع بداية العام الدراسي الجديد، كيف قضى عطلته الصيفية، كان رده كلمة واحدة وهي «خناقات»، وهذا مؤشر على طابع الجدل والمعارك الفكرية التي لا تهدأ حتى في العطل

مع فؤاد زكريا في الكويت.. د. أحمد أبوزيد أحمد أبوزيد

من الصعب أن يسترجع المرء علاقته وتعامله ومعرفته وتقييمه لفؤاد زكريا بغير أن يتمثل في ذهنه الفيلسوف الألماني فردريش نيتشة الذي كان موضوع رسالة فؤاد زكريا للماجستير، ويتساءل عما إذا كان التوجه الذهني التلقائي والإعداد النفسي الفطري هو الذي قاد خطوات الشاب الناشئ فؤاد زكريا إلى هذا الاختيار الذي يتلاءم مع مكوناته الذهنية والوجدانية، أم أن نيتشة الفيلسوف العقلاني الفارع هو الذي أثر في التكوين الذهني لفؤاد زكريا ودفعه إلى مواقفه الذهنية التي صبغت كل حياته وأكسبته الشهرة بأنه مفكر عقلاني

فؤاد زكريا مدافعاً عن العلمانية ناصيف نصار

أفضل ما أعرفه من أعمال فؤاد زكريا كتاباته عن العلمانية، وبخاصة مقالته «العلمانية ضرورة حضارية». قد يكون في هذا الحكم ظلم لبعض تلك الأعمال. فهي كثيرة ومتنوعة في ميادين الفلسفة والثقافة والسياسة، ومثيرة دائماً للاهتمام. ولكني أجازف، على اعتبار أن الأفضلية التي أقصدها مبنية على ثلاثة أمور: الشجاعة والوضوح وعمق النظر التاريخي. أما الوضوح، فإنه وضوح الموقف وابتعاده عن التردد والالتباس والتحفظ، مع وضوح تام في التعبير عنه