العدد (735) - اصدار (2-2020)
تتقاطع السينما مع الموسيقى في النسَق التعبيري الذي يهدف إلى خلق الإمتاع الفني لدى المتلقّي، وفي الوقت نفسه تجسيد مواقف إنسانية وثقافية متعددة تستلهم نمطين فنيين مختلفين من حيث الأسس والمبنى، لكنّهما يشتركان في الهدف الجمالي والبُعد الفكري. من هنا كان تعامُل السينما مع فنّ الموسيقى حدثًا بارزًا أسهم في دمج نمطين تعبيريين، من أجل خلق جوّ درامي لأحداث الفيلم ينسجم مع مبتغى الرؤية السينمائية للمخرج، ويتوافق مع انتظارات المتلقي وشحنته النفسية والذهنية. ما هي طبيعة هذه العلاقة الثنائية بين السينما والموسيقى؟ وكيف يوظّف المخرج السينمائي النغمات الموسيقية في تركيبة الفيلم السينمائي؟ وما هي أنواع الموسيقى التي يوظّفها السينمائي في الفيلم، وكيف تؤثر في المتلقي؟
بدخولنا فيلم Joker (المهرّج) سنمرُّ عبر حالة قمامة عامة، فالقمامة مؤثرة على كل الأحداث القادمة، الجرذان منتشرة في المدينة، والسلوكيّات تحكُمها القذارة، فمع القمامة يفتقد الإنسان نظافته وإنسانيته، يفتقد ذاته ويعيش في حالة من القذارة، ندخل مع طلّة المهرّج الأولى لحالته الشخصية وهو يحاول شدّ وجهه ليجذب الضّحكة؛ لنكتشف من الدقائق الأولى أننا سندخل إلى كوميديا سوداء مع مكياج لمهرّج لا يوحي الفكاهي، بل ينتمي للعنف النفسي الخفي.