العدد (735) - اصدار (2-2020)

سعاد الصباح والحياة في سياق الفَقد إيهاب النجدي

في مراثي الأعزاء الراحلين، تتطلب استعادة الصور الحيوية قدرًا معتبرًا من السكينة، والهدوء النفسي، والاتزان، وتتطلب الخروج من حال الفوران العاطفي الحادّ، واللوعة الحزينة، إلى الاعتصام بالقدرة على الرسم بالكلمات، وضمّ الخاطر إلى الخاطر، واللمحة إلى اللمحة في عقد نظيم، ثم الانتقاء من طيوف التذكر ما يرضي القيم الجمالية للإبداع، ويلامس أوتارًا حسّاسة لدى المتلقي.

قليلاً من الأملِ... كثيرًا مِنَ الوطن! «مرّت السنوات... ومازالت كما هيَ الكلمات» للكاتبة د. سعاد الصباح عِذاب الركابي

«هُناك جانبٌ من المرحِ أشعرُ بهِ عندما أقولُ تلكَ الكلماتِ... كلّ ما أحتاجهُ هوَ الكلمات» (آن إنرايت... رواية «التجمّع» – ص11). والكلماتُ في هذا السِّفر، بكلّ إيقاعها الحميميّ، وليمة أحاسيس، قدْ وُلِدت الكلماتُ سحريّة، حسب تعبير بورخيس، كلّ كلمةٍ تشبهُ ضربة في القلب... والقلبُ بذاكرةٍ لا تخون... وذبذبات نبضٍ مُمَوسقٍ، مُوحٍ، ومُوقظٍ في الآن...!

حمام الدار بلاغة الراوي ونرجسية السرد د. محمود فرغلي

تبرز نرجسية السرد في رواية الكاتب الكويتي سعود السنعوسي (حمام الدار أُحجيَة ابن أزرق، الدار العربية للعلوم ناشرون 2017) من خلال التفات السرد إلى ذاته داخل النص، بحيث تتجسّد عملية الكتابة بوصفها جزءًا أساسيًّا منه؛ لتعبّر عن وعي مضعف بعملية الكتابة؛ إضافة إلى توسيع الهوّة بين النص ومنتجه الأصلي، حتى كأنّه يتحلّل من كلّ حمولاته الفكرية والاجتماعية والثقافية، ولعلّ هذا التحلل لا يتم إلا من خلال «ميتاسرد» يتشكّل من خلاله الوعي بهذا الأمر، فتساؤلات الراوي على مستوى السّرد الخارجي المؤطّر للرواية يكشف عن حيرته من بطل روايته ابن أزرق، ولماذا لم يدعه ينتحر، فاستبطان الراوي لذاته حيال تلك الشخصية هو ما يُحيل إلى عدم وجود قواعد مسبقة، ورغم أن النص كتب في لعبة الميتاسرد في دفقة واحدة استمرت اثنتي عشرة ساعة، فإن وصفه لنصّه باللقيط يكشف عن عدم اكتماله، أو أنه نتاج خروج على قواعد ونظم مسبقة.

«حابي» طالب الرفاعي البحث عن هوية «جسدية» في تصادمات الواقع محمد بن سيف الرحبي

تعاني ريّان، و«يعاني» ريّان، كلا المعنيين مستقيم في رواية «حابي» للروائي الكويتي طالب الرفاعي التي تنتصر للمساقات/ المسافات القريبة من الواقع، ليس بصفته مادة صالحة لكتابة روائية فحسب، بل لكونه مادة أصيلة وحيّة في النّسق الفني، كتابيًا على الأقل، حيث لا يمكن الفصل بين المتخيّل والحقيقي، فالواقع له صدماته بأكثر مما يستطيع الخيال التحليق في أوجاعه، مع الإبقاء على حرفيّة الأدب وقدرته على نقل الحكايات المُعاشة بشعريّة اللغة لترتدي قماشة ذلك التخييل الضروري، وفق توصيف ماركيز للرواية بأنها «الكتابة الشعرية للواقع»، وإلا أصبحت مساءلة الواقع محسوبة على مضمار كتابي آخر.

كل الأشياء مواجهة الذات... الموت بالتقسيط فاطمة محسن

كما يُقال، فإن الغلاف يعتبر العتبة الأولى لدخول النص. فمنه تبدأ الخطوة الأولى لعبور عالَم الرواية، ومنه نستشفّ لمحة عن مضمون الرواية أو محتواها. وللغلاف دلالاته التي تمسّ روح العمل الإبداعي، وإلّا فلا أهمية له سوى أنه غطاء لورق الرواية. وغلاف روايتنا، كل الأشياء تستدعي الوقوف والتأمل أمامه. إنه غلاف جاذب، كولاج، يحمل صورًا لشخصيات معروفة، وكل تلك الشخصيات رموز محبوبة، على اختلاف مكانها، ومكانتها، وزمانها، واهتماماتها، تمثّل قدوة وعلامة فاعلة ومؤثرة في حياتنا، وهي الصور والملصقات نفسها الموجودة في شقة نايف.