العدد (737) - اصدار (4-2020)

أساتذتي الأجلاء (1) يوسف خليف جابر عصفور

الأستاذ الدكتور يوسف خليف - عليه رحمة الله - هو أول الأساتذة الذين تعلّمت على أيديهم في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة. رأيتُه في السنة الجامعية الأولى 1961/1962، وكان وسيمًا متأنّقًا في ثيابه، حريصًا على أناقته كل الحرص، يلبس حُلّته الكاملة ومعها الكرافت الأنيق الذي يتناسب مع لون الحُلّة. وكان دائمًا منتبهًا لما يرتديه، يضبط وضْع الكرافت على العنق في منتصف الياقة بالضبط، نشمّ رائحة عطره الخفيف، وهي تنتشر في أردانه، كأنها تعلن عن مقدمه. كان يبتسم لنا دائمًا ويعاملنا برقّة وحنوّ كأنه أب يرعى أبناءه الصغار، ولا يتردد في تدليلهم. لم أره يومًا غاضبًا أو عنيفًا مع أحد الطلاب. يغفر للجميع أخطاءهم ولا يتوقف عن ابتسامته الحانية التي كان يوزّعها علينا - نحن طلابه - بالعدل والقسطاس.

ليس لي حسن المددي

سَادِرٌ فيِ ظِلِّ أُحْجِيِتيِ فيِ غُضُونِ الضَّيْمِ وَالفِتَنِ أَنَا هُنَا... بِلاَ حُلُمٍ تَلْهُو بيَ الْأَرْيَاحُ فِي الدِّمَنِ يَا لَيْتَ ليِ رفاةَ وَهْمٍ أُعَانِقُهَا يَا لَيْتَ لي زُرْقَةَ بَحْرٍ أُلَمْلمُها وَأُسْدِلُهَا وِشَاحًا عَلَى شُرْفَةِ الْقَمَرِ

الصورة الماديّة في الشّعر العربي القديم... أسبابها ومظاهرها عمر شبلي

يخطر على بال قارئ الشعر العربي القديم السؤال التالي: لماذا سيطرت الصورة المادية على الشعر العربي القديم؟ ولا بدّ - مسبقًا - من تأكيد أنّ هذه المادية ليست عيبًا في الشعر العربي القديم، وإنما هي استجابة صادقة لبصرِ الشاعر العربي وبصيرته، وبخاصة في العصر الجاهلي، وفي العصرين الإسلامي الراشدي والأموي، وفي كثير من المراحل اللاحقة زمنيًا، وبشكلٍ أكثر ضمورًا وانفتاحًا على التأثيرات الوافدة من خارج الجغرافية العربية.

المنظور السّردي في رواية أيّام بغداد للجيزاوي د. محمد زيدان

يصنَّف الروائي خليل الجيزاوي بأنه من كتّابِ الواقعيةِ التي تمْتزِج في أحايين كثيرة بعناصر من التخْيِّيلِ الذي ينتمي في تأسيسه إلى أفكار واقعيّة أيضًا، مع أشكال من الفانتازيا القريبة من الواقعيةِ السحريةِ. بدا ذلك مع روايته الأولى يوميات مدرّسِ البناتِ التي صدرت عام 2000، ومرورًا برواية أحلام العايشة (وهي قرية مصرية بمحافظة الغربية) عام 2003، و«الألاضيش» (2004)، و«مواقيت الصمت» (2007)، و«سيرة بني صالح» (2011)، وحتى رواية أيام بغداد، التي صدرت عن سلسلة روايات دار المعارف بالقاهرة عام 2019؛ وتنتمي للتفكير الواقعي الذي يتزين بأفكار من التراث والأفكار الشعبية، وأحيانًا الأسطورة، والفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة إحسان عبدالقدوس للرواية عام 2019.

واقع المرأة بين التقليد والمُحدَث من خلال رواية «خمسة صبيان وصبي» د. جيمي جان عازر

هل ما زالت قضية المرأة تشغل المجتمع العربي؟ وإلى أيّ مدى بدتْ في إبداعاتهم؟ وكيف يُسقط المثقّف العربي قضيّتها في إبداعاته، ويصوّبها إلى ما يحبّ أن تكون عليه؟ وهل نجحت هي في إثبات ذاتها؟ فكيف جعلت رواية خمسة صبيان وصبي قضيّتها متجدّدة في ظلّ غياب الجنس الأنثوي من عنوانها؟ وكيف جدّد الكاتب في صوغ السيرة الغيرية؟

الخطاب الشّعري العربي وتحديات العولمة في القرن 21 خديجة حلفاوي

أسهمت فلسفات ما بعد الحداثة في الدفع بالممارسة الشعرية المعاصرة نحو أفق جديد أكثر تحررًا من القيود البلاغية، والنحوية، واللغوية؛ وحتى الأبعاد الوجدانية والجمالية، ومنفتح على التجربة الاجتماعية الجديدة للشاعر - كما مجتمعه - في سياق العولمة وتشابك الحدود بين العوالم المعاصرة. ولم تعد التجربة الشعرية مقترنة بمقولات الشعر للشعر (على غرار الأسس الفلسفية لمقولات الفنّ للفن)، وتمّ النظر إلى الخطاب الشعري الجديد بوصفه خطابًا نضاليًا وكفاحيًا يروم استثمار المقومات الإبداعية من أجل التأثير في شروط معيش الإنسان، والبحث عن حلول لحالة انعدام المعنى التي تميّز الفترة المعاصرة، سواء في سياق الشعر الغربي لما بعد الحداثة أو الشّعر العربي الجديد.

مجموعة «سيرة القلب» لنجلاء علام مكاشفة وجدانية عن تجليات العلاقة بالآخر طارق ابراهيم حسان

تقتفي المجموعة القصصية «سيرة القلب»، للكاتبة نجلاء علّام، سيرة الإنسان الوجدانية في ذروة توهّجها أو ما يمكن التعبير عنه بلحظات التحوّل التاريخية للشخصيات، وهي المنطقة الأكثر حضورًا وإشعاعًا في حياة الإنسان، وتتجلّى في «أنا» الشخصية أثناء مرورها بمنعطفات الحياة ومباغتاتها، أو في العلاقة مع الآخر؛ وبالتالي فالقصص ترصُد عديدًا من المواقف والعلاقات، وتكشف عن كُنه هذه العلاقات. أوّل ما يطالعنا هو العنوان الذي يرتكز على البُعد الرومانسي الأكثر حضورًا، بما تعبّر عنه المفردتان «السيرة»، و«القلب» من حالة وجدانية، وما تنسجان حولهما من دلالات رمزية وموضوعية؛ فلا تخرُج مفردة السيرة عن دلالات الحياة، وما يمرّ بها من شخصيات وعلاقات وأحداث، بينما القلب هو الضامن لاستمرارية هذه الحياة وصيرورة العلاقات، وهو أيضًا الأكثر وجعًا وتأثرًا في جسم الإنسان إزاء ما يمرّ به من ظروف.