العدد (737) - اصدار (4-2020)

ثريّا جامع القرويين بمدينة فاس من عصور الأنوار إلى عاصمة الأنوار د. خالد التوازني

تزخر المساجد العتيقة في مختلف الحواضر الإسلامية الكبرى بنفائس القطع الأثرية النادرة، كالمنابر والمخطوطات والمصاحف والثريات، وسنتناول في هذا المقال ثريا جامع القرويين بمدينة فاس.

محمد العيد آل خليفة شاعر المبدأ والدفاع عن الهُوية د. ابراهيم نويري

نضوتُ عن كاهلي أسمال الكسل الذي دهمني منذ أسابيع، وحال بيني وبين الكتابة وتطريس المقالات، وهي عادة حميدة درجتُ عليها منذ مرحلة الصبا، وعزمتُ على العودة إلى ديوان أمير شعراء الجزائر، محمد العيد آل خليفة، وأنا كثيرًا ما أفضّل إطلاق هذه التسمية عليه، حيث استقرتْ هذه القناعة في وجداني إبان مرحلة الدراسة الجامعية، ثم ازدادت رسوخًا مع الأيام والأعوام كلما سنحت لي الظروف والأوقات بمطالعة ديوانه الشعري الضخم، ثمّ تبيّن لي بعد ذلك أنّ هذا اللقب أطلقه عليه أدباء من جيل الراسخين في الأدب والتاريخ والعلم، ومنهم شيخ المؤرخين الجزائريين د. أبو القاسم سعدالله، يرحمه الله, الذي يقول: «آلت إمارة الشعر إلى محمد العيد فأخذها عن جدارة، غير أنّ الأصوات الأخرى لم تسكت، لكن طالت عليها الطريق، فاستحبت الراحة على العناء».

طَرَفة بن العبد البكري سرُّ خُلود وسَيرورة شِعر د. ياسين الايوبي

مَن هو هذا الشاعر؟ وما حكايته مع بيئته وزمانه؟ وكيف استطاع أن يُسطِّر شعرًا أمضى من السيف في جلاء الحقائق، وأبعد مدى من البرق في بهْر النفوس والخلائق، بمآثر أشعاره وأخباره، وقصصه مع الأيام والأقدار التي كانت له بالمرصاد، إزاء كل خطوة خطاها وكل حدثٍ عرض له؟ وهل يعود سرُّ خلوده وسيرورة شعره إلى لغز مقتله المأساوي وهو في عمر الزهور؟ أم إلى نبوغه الشعري المبكِّر؟ أم إلى قوّة بيانه وغنى أبياته الحكمية التي تجاوزت الحدود والأعصر، فبدت لنا اليوم، وكأنَّ قائلها واحدٌ من كبار شعرائنا المعاصرين؟ أسئلة لا بدّ من طرحها، لعلّنا نُقارب الجدار الذي يحجب عنّا الأسرار!

السيرة الذَّاتية في كتابات محمد جبريل د. عبد المجيد زراقط

كتب محمد جبريل فصولًا من سيرته الذَّاتية في مؤلفات عدة. واتّخذ من وقائع في حياته مادة أولية لفصول من رواياته ولعدد من قصصه القصيرة. نحاول في هذه المقالة أن نقدّم معرفة بالسّيَر الذاتية التي كتبها جبريل في غير مؤلَّف من مؤلَّفاته، وبأدبيَّتها. وهذا يقتضي أن نحدِّد مفهوم السيرة الذاتية وإشكاليتها أولًا. السّيرة الذاتية هي، وفي الوقت نفسه، سرد وقائع حياة شخص ما معيَّن بقلمه، وبناء أدبي متخيَّل. وهنا تتمثَّل إشكاليتها، فكاتبها ينبغي عليه أن يجعل من السّرد لوقائع حياة معيشة بناءً أدبيًا متخيَّلًا ناطقًا برؤية إلى عالمه، فمن ثنائية تضاد هي: تسجيل /تخيُّل، ينبغي أن يتشكَّل نصٌّ أدبي سردي ذو فاعلية جمالية دلالية، فهل أنجز جبريل هذه المهمة؟ وكيف؟