العدد (738) - اصدار (5-2020)

الثقافة في زمن «كورونا» كامل العبدالجليل

كشفت تداعيات الأحداث والوقائع التي نتجت عن تفشّي وباء فيروس كورونا (كوفيد - 19) مدى حجم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالقطاع الثقافي بكلّ مكوناته وجوانبه المتعددة، وامتدت النتائج والآثار السلبية والخسائر الباهظة إلى مختلف القطاعات التنموية في عالمنا العربي، كما هو في جميع أرجاء العالم. وغني عن الذكر أن الثقافة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقطاعات التنمية الحيوية المهمة، مثل الخدمات التعليمية والصحية والنمو الاقتصادي وثراء السياحة الداخلية، وجميعها، مع الأسف، تأثّرت سلبًا بأضرار بالغة، وتكبّدت خسائر كبيرة.

محو الأمية التقنية المشروع العربي الأكثر أهميّة صالح حسن أبوعسر

أعتى الحواجز التي تحول بين المجتمعات العربية والنهضة - بمفهومها الشامل – هي ظاهرة الأمية التقنية، وما يعمّق هذه المأساة أكثر هو حالة اللا إدراك التي نعيشها جميعًا على امتداد الجغرافيا العربية بحقيقة هذه الظاهرة وأساسها. فمقدرة شريحة واسعة جدًّا من المجتمع العربي على استخدام وسائط وتطبيقات التواصل الاجتماعي والقليل من تطبيقات العمل المكتبي، أسهمت في التعتيم على هذه المشكلة وتسطيحها؛ إذ تعتقد نسبة مرتفعة من هذه الشريحة أنها لم تعد أمية تقنيًّا ما دامت قادرة على الاستخدام المباشر لهذه التطبيقات والوسائط! هنا يظهر جوهر القضية، إذ يغيب عن ذهن الكثيرين المبدأ الأهمّ في التكنولوجيا، الذي يمكننا تبسيطه في متراجحة العلاقة العكسية بين سهولة الاستخدام وصعوبة البرمجة والتركيب، فكلما سهُل استخدامك لتطبيق ما، اعلم أنه سيصعُب عليك برمجته وتكوينه، فالمسافة بين استخدام الحاسوب وكيفية برمجته وصناعته تكبر وتتوسّع، وفي المنطقة المحصورة بين جهد البرمجة والصناعة، وبساطة الاستخدام المباشر، يمكننا تعريف الأمية التقنية وقياسها.