العدد (738) - اصدار (5-2020)

أساتذتي الأجلاء... شوقي ضيف د. جابر عصفور

عندما أتذكّر أستاذي د. أحمد شوقي ضيف، أجد عددًا من الأشياء يتسارع إلى ذهني قبل تفصيل الكتابة عنه، فهو الوحيد - من بين أساتذتي - الذي ترجع نشأته الأولى إلى الأزهر. فقد وُلِد - يرحمه الله - في الثالث عشر من يناير 1910، وتعلَّم في المعهد الديني بدمياط والزقازيق، ثم جاء إلى القاهرة والتحق بـ «تجهيزية دار العلوم»، إلى أن أصبح مؤهَّلًا لدخول كلية الآداب، فدخلها والتحق بها وظل أستاذًا في قسم اللغة العربية إلى أن توفاه الله في 11 مارس عام 2005.

سأموت.. محمد زينو شومان

سأموتُ... ناديتُ القصيدةً واتكأتُ على وسادتها لأسمع ما يقولُ القلبُ لي ودنوتُ أكثر من ضلوعيَ ملصقًا أذني بباب هواجسي، ماذا تراها تكتمُ الأضلاع عنّي؟

مراثي الأبناء... نظرة طائر إيهاب النجدي

يستغرق الشاعر، حين يرثي ولده، في مشاعر حزينة موقّعة بالأنغام، باحثًا عن السلوى، أو يائسًا من العزاء، وهي على أيّة حال مشاعر لا تشوبها شائبة هوى، ولا يميل بها منزع من منازع الدنيا وما فيها، فقد تسخو عاطفة الشاعر حتى تفيض عن الحاجة، وتقارب الشطط مادحًا، أو متغزلًا، أو رائيًا لمجالي الطبيعة، أو شاكيًا، أو حتى راثيًا لغير ذي قرابة.

استقلال النَّص ولذَّة قراءته في النَّقد العربي القديم عبدالمجيد زراقط

الأفضل لنا أن نُنتج لا أن نستهلك، هذه مقولة صحيحة تقتضي، إضافة إلى الصُّدور عن النَّص موضوع الدِّراسة، العودة إلى تراثنا النَّقدي الذي طالت قطيعتنا المعرفيَّة به. وهذا ما سنحاول القيام به فيما يأتي.

الأندلس المسلمة خلال الوحدة والتفكّك محمد بن محمد الحجوي

كانت حسرة المسلمين في جميع بلاد الإسلام أشدَ وأفظع حينما ضاعت الأندلس من أيديهم، فقد تركت في النفوس ندوبًا عميقة لم يمحُها الزمن ولن يستطيع محوَها، لأنها كانت درّة في جبين العالم الإسلامي، ومفخرة المسلمين في صنع مجدهم وحضارتهم وعلوّ شأنهم في العلم والبناء. هذه الحسرة التي شعر بها المسلمون من قبل لا تماثلها إلّا حسرة ضياع فلسطين حينما احتلتها عصابة من شذاذ الآفاق ما زالوا جاثمين على صدرها يسومون أهلها سوء العذاب والاضطهاد والعنصرية والمكر والدسائس التي لم تعرف البشرية لها مثيلًا.

اغتراب الوعي في اللغة العربية هاني حجاج

تتحدث مفارقة سانشوبانزا عن جنود رابطوا في مدخل مدينة يسألون كلّ مَن يريد الدخول إليها: لماذا جِئت إلى هنا؟ فإذا صَدَق المُسافر لن يُشنق، وإذا كَذَب يُشنق. وفي أحد الأيام أجابهم مُسافر «جئت لأُشنق!»؛ فإذا لم يشنقه الجنود فسيكون قد كذب إذن فيستحق الشَنْق، وإذا شُنق فيكون قد صَدَق، إذن يجب ألا يُشنق. أصل المفارقة يعمد إلى وجود إحراج في العبارة عندما يجد المتكلم نفسه أمام قضيتين متناقضتين وثلاثة عوالم مختلفة (عالم المتكلم وعالم المخاطب وعالم الوقائع)، وبناء عليه يحمل عبء تحديد القيمة الصدقية للمسألة التي يُعبِّر عَنْها، فيلجأ إلى اعتماد فَرْضيات حسب خبرته الثقافية وخلفية المُتلقي، واستخدام آليات تسمح بضبط هويّة المُخَاطَب، ويساهم بكل كَلمة وَسَكْتة في تَجْديد تَكْوينه.