العدد (739) - اصدار (6-2020)

دبلوماسية التجسُّس في الأمم المتحدة عبدالله يعقوب بشارة

مَن يتصوّر أن المنظمة العالمية التي تجسد حلم البشرية وتعمل من أجل رفاهية الإنسانية، وتجمع كل ألوان الشعوب، وتثير حماسهم وتبعث لهم الأمل بأنّ الغد أفضل من اليوم، وأن دمار الحروب بين الأمم قد انتهى، وأن الجهد العالمي يرنو نحو التنمية والازدهار وراحة الإنسان وتعايشه مع الجيران... هذه الملحمة من التمنيّات كلها توجد في ميثاق الأمم المتحدة الذي تبدأ صفحاته بأننا «شعوب العالم قد آلينا على أنفسنا نقل البشرية إلى حياة فيها السلام ووعائها الأمن»... إلى آخر هذه اللوحة الجميلة المكتوبة بأسلوب شاعري تتحدث عن نبذ الحروب وكبت نزعات الشرّ في الإنسان، أن هذه المنظومة الساحرة تصبح حقلًا للتجسس، يتسابق فيها الكبار لرصد الصغار، ويتمتع فيها المبتكر بملاحقة الغافل البريء، ويتنافس فيها أصحاب الأسلحة المدمّرة في كشف المستور من أسرار عن احتمال مجيء سلاح غير طبيعي وغير مسبوق في حجم دماره، يعطي صاحبه الكفّة الراجحة في ميزان التوازن بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فهي مجموعة النبلاء السعداء بحقّ الـ «فيتو» القاتل للإرادة السياسية لطبقة المتواضعين والعاديين من الدول الأعضاء؟

أي نموذج تنموي لما بعد جائحة كورونا؟ د. رشيد جرموني

شكلت جائحة كورونا (كوفيد 19) المستجد، إحدى الجائحات الأكثر خطورة في وقتنا المعاصر، فبعدما تخلصت البشرية من الآثار السلبية للأوبئة والجائحات في القرن الماضي، ها هي تعيش على وقع كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالجائحة لها آثار على العديد من الأصعدة، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والنفسية، و على التنمية بصفة عامة. ولا غرابة إذا ما بدأ العديد من الباحثين، يتحدثون عن كون الوباء/ الجائحة، سيشكل انعطافة في البراديغمات التنموية السائدة، سواء بمحور الشمال أو محور الجنوب.