العدد (739) - اصدار (6-2020)

أساتذتي الأجلاء... عبد العزيز الأهواني جابر عصفور

أظن أن أكثر أساتذتي في كلية الآداب بجامعة القاهرة تأثيرًا على تكويني الفكــــري والعقلي- هم ثلاثة؛ أولهـــــــم: أستاذتي الدكتورة سهيــــــر القلمـــــــاوي، وثانيـــــهــــــم: الأستـــاذ الدكتــور عبدالعزيز الأهواني، وثالثهم: أستاذي الدكتور شكري عياد. الطريف أن كل واحد من هؤلاء الثلاثة كانت له سمة تمايز بينه وبين الآخرين، وتضعه في مكانة خاصة فريدة، ويصعب على نفسي أن أحدد أي الثلاثة كان أقرب إليَّ وجدانيًّا وفكريًّا.

سحـر د. سالم عباس خدادة

الشعر سحرٌ لا مثيلَ لسحرِهِ تتوقّدُ الدنيا بشعلةِ جَمْرِهِ من منجم الكلمات يخرجُ نهره تبرًا يصوغُ الغالياتِ بتبرِهِ

في الظلام وميض البرق أشدّ سطوعًا محمد جبريل

أوّل ملاحظتي للمطاردة لما سألت عن كتاب «الإسلام وأصول الحكم» في مكتبة دار المعارف بميدان المنشية، تكررت المطاردة في وقفاتي أمام الفاترينات وفرشات الكتب القديمة بـ «النبي دانيال»، حتى في مكتبة الإسكندرية تنبّهت إلى النظرات التي كأنها تخترقني. تضايقني النظرات المرتابة، يرمقني بها الرجل في الترام، كأنه يحاول تبيّن عنوان الكتاب في يدي.

القصة القصيرة في لبنان د. ميشال جحا

القصة القصيرة أو الأقصوصة (Short Story) بالإنجليزية، فن أدبي حديث في الأدب العربي يعود إلى مطلع القرن العشرين، وهو ظهر تقليدًا للأدب الغربي، خاصة في اللغتين الفرنسية والإنجليزية. تجدر الإشارة إلى أن أوّل من كتب القصة القصيرة من أدباء لبنان كان أدباء المهجر: أمين الريحاني وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، الذي بلغت عنده نضجها.

أسلوبُ الحكيم... من ريادة المتون إلى تبعيّة الهوامش عبدالمنعم مجاور

تتملّك القارئَ الحَيرةُ حين يقرأ عن هذا الفن البلاغي الأصيل؛ فلا يدري أَإِلى أودية الإعجاب يركَنُ ويميل؟ أم إلى عالَم الإشفاق يأوي ويلجأ؟! فإذا سألتَ: وما أسباب تلك الحيرة؟ وما مبعثها؟ أليس هذا الأسلوب أسلوبًا بلاغيًا معتبَرًا؟ ألم يخلّده القرآن الكريم باستخدامه، وكثرة شواهده؟! أجبتك: بأنَّ ما ذكرتَ هو وادٍ من أودية الإعجاب التي ركَنّا من طرَفٍ إليه، ولكنّ ذلك الإعجاب خالطه عَجَبٌ، وسايرته حيرة وشفقة؛ ذلك أن هذا الفن قد تناوشته سهام الغبن والتهميش حينًا، وسهام الخلط والتجاهل حينًا آخر، فبالرغم من تعدّد شواهده، وكثرة دورانه في الكلام العربي وفي الطليعة منه القرآن الكريم، على ما ذكرتَ، فإنّه قد طالته رياح الاختلاف، ولحقته أوهام الخلط.

القِيَم في الشعر العربي.. العصر الجاهلي أنموذجًا سلمان زين الدين

يُشكّل الشعر العربي القديم منْجَمًا غنيًّا، مفتوحًا على حقولٍ معرفية شتّى، لا سيّما تلك المنتمية إلى مجال العلوم الإنسانية منها. لذلك، يُعْتَبَرُ مصدرًا معرفيًّا مهمًّا للدارسين والباحثين في هذه العلوم، على أنواعها؛ فالمؤرّخون استعانوا به للإلمام بتاريخ العهود القديمة، والجغرافيّون أفادوا منه في تحديد المواقع الجغرافية، والمفسّرون رجعوا إليه لتفسير القرآن الكريم، واللغويون اتخذوه معيارًا لتمييز الصواب من الخطأ، والبلاغيّون وجدوا فيه حقلًا لإجراء تجاربهم البلاغية، والتربويون نقّبوا فيه عن الكنوز التربوية الدفينة. وفي الوقائع الدّالة على أهمّية الشعر في تاريخ الأدب العربي، النقاد أسْمَوْه ديوان العرب، والإمام الشافعي (767 - 820 م) جعل معرفته شرطًا من شروط الإفتاء والتفسير، والجاحظ (776 - 868 م) اتّخذه مصدرًا من مصادر تأليف كتاب «الحيوان»، وياقوت الحموي (1179 – 1229 م) اعتمد عليه لذكر البوادي والقفار ومنازل العرب، على سبيل المثال لا الحصر.

خصوصية الرواية التاريخية.. رواية الحاج ألمان نموذجًا د. محمد نافع العشيري

أصبحت الرواية التاريخية ظاهرة تؤثت مشهدنا الروائي العربي بشكل ملفت للنظر في السنوات الأخيرة، إن على مستوى الرقعة الجغرافية التي تشغلها، أو على مستوى التحقيب الزمني، أو على مستوى التناول الجمالي. وتندرج هذه الدراسة ضمن السياق النقدي المنشغل بهذا النوع الأدبي؛ حيث تبني استراتيجيتها على أسئلة وملاحظات حول الكتابة الروائية التاريخية العربية بصفة عامة، وخصوصية كتابة الرواية التاريخية عند الروائي المصري إبراهيم أحمد عيسى بصفة خاصة، مسترشدة بمرجعيات وظيفية وسوسيونصية وجمالية.

سينية ابن زيدون .. جوهرة شعرية نفيسة أبدعها في سجنه فداء ياسر الجندي

أبدع ابن زيدون في سجنه قصائد عدة، كان منها سينيته الشهيرة، وهي قصيدة فريدة عجيبة، كُـتـب لها من أسباب التفرد والنجاح ما جعلها من عيون الشعر الأندلسي، لما تميزت به من براعة في الوصف، وقوة في التأثير، وجمال في التعبير، وبلاغة في إيصال المعنى، وأهم من ذلك كله، وحدة الموضوع والتركيز عليه، وتسخير كل ما أوتي الشاعر من براعة وفصاحة في خدمة هذا الموضوع، ابتداء من تسلسل الأفكار، وانتهاء بقافية القصيدة وجرس حروفها، مرورًا بحسن انتقاء ألفاظها وجمال اللمسات البلاغية والبيانية فيها.

معركة وطن لاستعادة نفسه.. الواقعيّة الجديدة في الأدب الإيطالي دلال المطيري

«الواقعية هي التصوير الموضوعي للواقع»، هذا ما قاله مكسيم غوركي في تعريفه لمنهج الواقعية. وهذا ما نادى به الأدباء الإيطاليون خلال الحرب العالمية الثانية، من ضرورة اتجاه الأدب إلى الواقع لتصويرِه تصويرًا دقيقًا، بعيدًا عن الكلاسيكية والمغالاة في الرومانسية، بعد أن كانت الأعمال الأدبية الإيطالية حتى بداية القرن الماضي تتوغل في الأوهام والأحلام، للهروب مما يحدث، وهو ما خلق فجوة كبيرة بين الأدب وما هو على أرض الواقع.