العدد (739) - اصدار (6-2020)

فيتنام.. معزوفةُ البَحر والضّباب محمد بن سيف الرحبي

قلتُ في نفسي، الأمّارة بالترحال، وقد شغفتها أمكنة أبعد من المعتاد والمكرر: لتكن هانوي هذه المرة. وكأنّي ذاهب لرؤية آخر جندي أمريكي يغادر هذه البلاد العصيّة على الغرباء، مع أن الزمن يشير إلى عام 2020م لا إلى عام 1975م، حين أسدل الستار على فصل مؤلم من تاريخ الحروب البشرية، حروب احتلال كانت أو استقلال. كنت مشغوفًا بفيتنام، لأرى هذه التي احتلت نشرات الأخبار سنوات طوالًا، وأدمت البيت الأمريكي، وسمعة الرئيس نيكسون، قبل أن تطيح به فضيحة ووترجيت، ليستقيل في التاسع من أغسطس من عام 1974م، مشغوفًا بالشمال العنيد الذي لم يفرّط في جنوبه، رغم دعم الولايات المتحدة، لحكومة سايجون في الجنوب، إنما التاريخ يكتبه عادة أصحاب الأرض، لأنهم أصحاب قضية.