العدد (739) - اصدار (6-2020)

بغداد ومنعطفات التاريخ حسن المددي

هل كُتب على بغداد التي كانت مركز الحضارة العربية الإسلامية، ومنها انطلق الإشعاع العلمي ليعمّ ربوع العالم، أن تكون هي بغداد نفسها التي تنبثق منها الويلات لتصبَّ غضبها على كل ربع من الوطن العربي الإسلامي؟ هل يحلو للتاريخ أن يداهنها بمكره ويعيد فيها نفسه مرات ومرات؟ وهل كان محتومًا أن تكون الأخطاء السياسية غير المحسوبة العواقب والتهور القاتل سببًا لكل الويلات التي عاشتها هذه المدينة وانتشرت منها إلى بقية ربوع الوطن العربي؛ ابتداء من العصر العباسي إلى عصرنا الحالي؟

قلعة أمركو أو طائر السمّان.. من مآثر العمارة الحربية للمرابطين في شمال إفريقيا د. خالد التوزاني

تدلُّ المآثرُ التاريخيةُ على عُمقٍ تاريخيّ وثقافيّ متنوع ضارب في الأصالة والعراقة، وتعبّر عن حضارة أمم مرّت من بعض الأماكن وتركت بصماتها، وتُعَدُّ مداخل المدن وقمم الجبال الأماكن المفضلة لبناء الحصون والقلاع، ومنها قلعة أمركو وسط المغرب، التي تم تصنيفها تراثًا عالميًا منذ عام 1930، وسنتناول قيمتها التاريخية وأهم خصائصها في هذا المقال.

الإمام محمد عبده الإصلاحي الذي رحل سريعًا د. علاء الجابري

كان ابن سينا يقول «اللهمّ هبني حياة عريضة لا حياة طويلة»، ولعلّ الأمر ذاته ينطبق على الشيخ محمد عبده (1849 - 1905)، فقد عاش فترة قصيرة (56 عامًا)، لكنّه انفرد بلقب الإمام؛ فإذا ذُكِر خِلوًا من الاسم صار علمًا عليه. وُلد الإمام لأب تركماني الأصل، وأم ذات نسب عربيّ شريف يمتد إلى بني عدي، وحاز أبوه بعض الوجاهة والمال أورثاه صلابة ترسّبت داخل تجارب ولده، فصار ذا أنَفَة من الانصياع لأمور قد يراها البعض مقبولة في إطار الضرورات، فتجده - مثلًا - لم يأسره عفو اللورد كرومر عنه وقت إعادته إلى مصر بعد نفيه، فظلّ على مقاومته للإنجليز، وإن رفع محاولاته في إصلاح التعليم إلى كرومر، دون الخديوي توفيق؛ فقد كان عنده لا يملك من أمر نفسه شيئًا. لقد كان الإمام يرى أن جلاء الإنجليز لن يتم دون الاستعانة بتطوير الشخصية وتعليمها، وكانت وجهة نظره أن الإصلاح هو طريق جلاء المستعمر.

الأخطل الصغير... الهوى والشباب جهاد فاضل

توهب لإحدى ليالي العشرينيّات من القرن الماضي أهميّة خاصة في سيرة الشاعر اللبناني بشارة عبدالله الخوري، المعروف بالأخطل الصغير. ففي تلك الليلة يتعرّف في القصر الجمهوري الصيفي في مدينة عاليه إلى الشاعر الكبير أحمد شوقي، الذي سيبايع بعد سنوات عدّة من هذا التاريخ أميرًا للشعراء، كما يتعرّف إلى المطرب محمد عبدالوهاب الذي كان يرافق شوقي في تلك الزيارة.