العدد (741) - اصدار (8-2020)
كُنّا في الشهر الأول من العام الدراسي الأخير بقسم اللغة العربية الذي وصلنا إلى سنتنا النهائية فيه. وكنّا قد عرفنا جميع الأساتذة الذين درّسوا لنا، وتركوا فينا آثارًا لن يمحوها الزمن. وكنا نتطلّع إلى عامنا الرابع والأخير بفرحة وفضول في الوقت نفسه، فقد كان لا يزال من أساتذة القسم مَن لم نعرفه بعد، ومن لم يدرّس لنا؛ سواء في المواد القديمة أو الحديثة. وكان أبرز من لم يدرّس لنا في مواد القسم القديمة أو التراثية، المرحوم عبدالحليم النجار، أما في المواد الحديثة، فكان الشاب عبدالمحسن طه بدر، الذي سمعنا عن حصوله على درجة الدكتوراه في الأيام الأولى للعام الدراسي ونحن في السنة الثالثة، لكنّه اختفى بعدها، وذهب إلى منحة بالمملكة المتحدة (إنجلترا) عاد بعدها إلى القِسم ليشارك د. سهير القلماوي في التدريس لنا.
تركتُ ذكائي لطفلٍ جديدٍ حذفتُ خيوطَ التعاسة أبقيتُ نهرَ السعادة يجري فسبعونَ عامًا مضتْ كالثواني
ثمَّة، في الأدب والموروث العربيين، بعض مما يمكن اعتباره خيالًا علميًا بدائيًا، سبق به الرواة والساردون العرب - مجهولون أو معلومون - مخيَّلَة الغرب في ارتياد مناطق من الحكي المعتمد على عناصر عديدة من الخيال العلمي، كاستكشاف مناطق خيالية مجهولة، على سطح البحر أو في أعماق المحيطات، واستشراف المستقبل برؤىً تنبؤية عن الطيران والفضاء والأسلحة والمخترعات الغريبة.
يعتبر الكاتب كازو إيشيجورو من بين الروائيين البريطانيين، حتى لا نقول اليابانيين، رغم أصوله اليابانية، واحدًا من بين أهم الروائيين المعاصرين الذين كتبوا باللغة الإنجليزية أعمالًا لفتت إليه الأنظار، وحظي البعض منها بجوائز مهمة، مثلما هو الأمر مع روايته الشهيرة «بقايا اليوم»، التي نالت جائزة البوكر البريطانية سنة 1989، وروايته «الذي لا عزاء له» التي حصلت على جائزة شلتنهام. وقد أشاد بكتاباته كتّاب معروفون وذوو شهرة في عالَم الآداب، حيث اعتبرت أنيتا بروكنر، على سبيل المثال، أنه كتب رواية أصيلة متميزة حين أصدر روايته «الذي لا عزاء له» وقُل الأمر نفسه عن بقية رواياته الأخرى التي نذكر منها، إضافة إلى الروايتين السابقتين، روايات «منظر شاحب للتلال»، و«فنان من العالم الطليق»، و«عندما كنا يتامى»، و«لا تدعني أرحل».
أثمرت حركية الشعر العربي الحديث في القرن العشرين تيارًا شعريًّا تبنّى فلسفة التعبير عن الذات، وسم بتسميات كثيرة كالتيار الوجداني والهروبي والذاتي والرومانسي، وقد ظهَر نتيجة المثاقَفة مع الحضارة الغربيَّة، والتأثّر بالصّوفية الذي كان أظهر عند المهجريّين، إضافة إلى اهتراء بنيات المجتمع، والتأثّر بالفكر الليبرالي الحرّ، والترجمة عن الشعر الإنجليزي. ولعلّ ما ميّز الرّومانسية بمدارسها المختلفة إعلاؤها من شأن الذات، وطرقها لمضامينَ جديدة من قَبيل التَّفلسف في الوجود، والهروب إلى الطبيعة، والحنين إلى الوطن.
في الأزمنة القديمة الزاهرة، عندما كانت الأسقفيّة ذات نفوذ وازدهار، عاش في طوليدو أسقف تائب متقشّف كثير الصيام، لا يأكل اللحم أبدًا. طعامه السمك، إضافة إلى الحبوب والأعشاب.
«.... أنا أمّكم بحميكم!» إنّه عام 1964م في شرق. أشعّة الضّحى تتخللّ أوراق سدرة تظلّل جانبًا من ساحة روضة المهلّب. فسيفساء الأغصان تنثر بقعًا ضوئيّةً على وجنتيّ بنت خمسة أعوام، تتقدّم رتلًا قصيرًا من بنات تحت السّدرة. تشرع ذراعيها الصّغيرتين، تحول بينهنّ ومن تمثّل ذئبًا يبرز مخالبه منشدًا قبالتهنّ: «أنا الذّيب باكلكم!».