العدد (741) - اصدار (8-2020)
قال بونج جون - هو؛ مؤلف ومخرج فيلم الطفيلي، (2019)، في عدد كبير من تصريحاته الصحفية، قبل حصول الفيلم على جائزتي السعفة الذهبية لمهرجان كان 2019، وأوسكار أفضل فيلم لعام 2020، وبعده، إنه صمّم الفيلم، دراميًا، وبصريًا، اعتمادًا على ثيمة «السلالم»؛ واستخدمها كنوع من المكافئ الدرامي والبصري للاختلالات الطبقية، والتغيرات الاجتماعية التي تحدُث في المجتمع؛ في كوريا الجنوبية بشكل خاص، وفي بقيّة المجتمعات الرأسمالية بشكل عام.
فيلم «الجميع يعلم» (2018)، هو آخر التحف السينمائية للمخرج الإيراني أصغر فرهادي (بطولة بينيلوب كروز وخافيير بارديم). أنجزه بطريقة مختلفة عن أعماله السالفة، وذلك باختيار فضاء إسباني، وطاقم فني يتحدث اللغة الإسبانية، بغية اقتحام عالَم سينمائي جديد يغني التوغّلات الإيرانية التي حفلت بها معظم أفلامه السابقة. اختيار المخرج للعنوان «الجميع يعلم» كان ذكيًّا، ومقصودًا لشدّ انتباه المتلقي إلى قضية الفيلم، وبالرغم من تعمّد فرهادي تشويش المشاهد وخلق التساؤلات حول موضوع العلم (الحقيقة الخفية)، فإن الجواب يأبى أن ينجلي ولو في منعرجات الفيلم وأحداثه المتوالية.
في كل حال وحين، يصدر النصّ المسرحي عن كونه بؤرة تيه بانورامية الدّهشة والتّخييل، ودائمة التجدّد بالدلالات التي تخدم وجهة نظر الكاتب على نسيم الخواطر الثّرّة التي يتوّجها الانطباع البصري إبداعًا يحاكي الجمهور وجاهيًا فوق الخشبة بإمكانية المخرج الفذّ.
في إطار دعمها لمعاهد التعليم العالي والمعاهد الثقافية النموذجية الملهمة، دعت مؤسسة ميلون الأمريكية - المهتمّة بالفنون والإنسانيات، والتي خصصت أكثر من مئتي مليون دولار لدعم هذه المجالات في فترة تفشي وباء كورونا - إلى تشجيع البحوث التجريبية التي تدلّل على وجود روابط إيجابية بين تعلُّم الفنون والإنسانيات والسلامة النفسية مدى الحياة.