العدد (741) - اصدار (8-2020)
كرّست الفنانة التشكيلية الإماراتية نجاة مكي لنفسها مكانة كبيرة راسخة في المشهد التشكيلي الإماراتي على امتداد أربعة عقود، فإلى جانب وجودها العربي والدولي، غاصت في شفرات الفنون الشعبية المرتبطة بالأجواء التراثية والنسائية، وتحديدًا فنون الزخارف والرقش والمنمنمات التي يحاول كثير منها أن يستبطن خفايا المرأة وجمالياتها، في وقت تُعيد تأكيد تميمة جمالية تتصل بعوالم أرحب وأخفى، فالمرأة عندها حاضنة لأسرار روحانية لها معانٍ وأبعاد كبرى.
على الرغم من كل هذا الجدل الذي أثاره كتاب السيرة الذاتية «المولودة»، الصادر عام 2018 عن «دار الكرمة للنشر» بالقاهرة في الأوساط الثقافية المصرية، لكون البطلة تحكي مستخدمةً «العامية القاهرية»، عن سيرة حياة مناضلة تنتمي إلى اليسار المصري، تعلن فيها أنّها اختارت الهويّة الوطنية المصرية - دون أية هويّة أوربيّة أو آسيوية أخرى - شعارًا لحياتها، وأنها ناضلت ودفعت ثمنًا باهظًا من أجل الحفاظ على هذه الهوية، أقول إنّه رغم كل هذا الجدل، فإنّني أظنّ أن ما دار من نقاش حول عاميّة لغتها، أو جرأتها في كشف جوانب من ألغاز اليسار المصري على أهمّيته لا يوفّي مثل هذه السيرة المدهشة حقّها من الاهتمام، نظرًا إلى أنها تجمع بين ما في الروايات من متعة خيالية مدهشة، وما في السِّير الذاتية من آلام شخصية مؤسفة، وما في التاريخ السياسي من مراراتٍ، لا يزال بعضها عالقًا في الحلوق.
يعمد معظم المؤرخين في المجال الإعلامي، إلى وسم التطور التكنولوجي الذي شهده العالم في مطلع الألفية الثالثة بأنه بمنزلة ثورة صناعية ثالثة، مرتبطة بتكنولوجيا الإعلام والتواصل، حيث يعتبرون أن المجتمع الإنساني مرّ بثورة صناعية أولى، ارتكزت على تطوير الآلة البخارية والسكك الحديدية، ثم ثورة ثانية اعتمدت على استغلال الكهرباء والبترول. أمام هذا التصنيف يمكننا طرح إشكالات عدّة تتعلّق بأثر هذه الثورة على المجتمع، فكما هو معلوم أن الثورة الصناعية كان لها أثر كبير على المجتمع، بل غيّرت ملامحه إلى الأبد، كما أن ذلك أثّر في وعي الناس ونظرهم إلى العالم والكون.