العدد (726) - اصدار (5-2019)

الرؤية المأساوية جابر عصفور

أذكر أن الناقد الأمريكى Murray Krieger ألَّف كتابًا لفت انتباهي، فاشتريته ولا أزال أحتفظ به وأعود إليه الحين بعد الحين، وعنوان الكتاب هو The Tragic Vision، «الرؤية التراجيدية» أو «الرؤية المأساوية». وقد تكوَّن في ذهني - بعد تجارب وتطبيقات عديدة على الأدب - أن الرؤية المأساوية هي الرؤية المتشائمة ميتافيزيقيًّا وفيزيقيًّا على السواء.

نهار د. سالم خدادة

يا صاحبي ضاق الأفق هذا الدخان ما عاد يترك لي مكان

سُلطة المعرفة في بناء المتخيل السردي في «غرف متهاوية» للروائية فاطمة العلي الطيب هلو

النص الروائي الناجح هو الذي يسمح داخله بالتقارب بين العوالم المختلفة، ويمكِّنُ القارئ من النظر إلى العالم السردي، ليس بوصفه مجموعة من الأحداث والوقائع فحسب، بل باعتباره عالمًا متخيلاً خاصًا يموج في حالة من الحركة المستمرة والدوران الدائم، من جهة، وعالمًا معرفيًّا يقدم رؤية الكاتب حول جملة من القضايا التي تؤرقه. ولعل هذا التضافر بين الحس الجمالي والبعد المعرفي هو الكفيل بتقديم نص إبداعي مفيد وماتع، بعيدٍ عن الغرق في لعبة تجريبية شكلية محضة، لأن النص الجميل مهما بدا تقليديًّا شكلاً، ففيه قدر من التجريب، لكنه ليس القدر الذي يمارس تدميرًا كليًّا للمعنى، وليس إصرارًا على الخواء والغياب واللاجدوى، وإنما هو في عمقه تفكيك للبنى الداخلية للنص، تمهيدًا لانفتاح المعنى وتعدده.

أسطورة نرجس وأسطورة المتنبي ... أية علاقة؟ هشام بن علال دحماني

«كان اليونانيون الأقدمون يطلقون اسم نرجس على فتى من فتيان الأساطير بارع الحسن ساحر الشمائل، يفتن من يراه ويشقي بجماله وتيهه قلوب العَذَارَى الْخَفِرَاتِ...» هل كان المتنبي جميلا بارع الحسن، يفتن بحسنه قلوب العذارى لننعته بتضخم الأنا، أو ما يصطلح عليه بالنرجسية؟ هل كان مفتونًا بجماله فمات غرقًا، وهو يناظره على صفحة مياه البحيرة؟ هل نبتت مكان جثمانه نرجسة تشبهه؟

أضواء جديدة على مقتل المُتَنبّي وهجائه لضَبّة مصطفى الجوزو

تصدّى كثير من الباحثين لموضوع مقتل المُتَنبّي، واطمأنوا إلى روايات مقتله، وإلى أن القاتل هو فاتك الأسديّ، وإلى أن سبب قتله هو هجاؤه لضَبّة العينيّ ابن أخت فاتك، وإنْ حلّل بعضهم تلك الروايات وحاول أن يجعل القتل سياسيًا، وراءه بعض حكام القرن الرابع الهجريّ. لكنهم لم يبحثوا في صورة ضَبّة الحقيقية، في ما نعلم، وقلّما شكّوا في نسبة قصيدة الهجاء البائيّة إلى المُتَنبّي. حتى طه حسين الذي مضى يشكّ في الشعر الجاهليّ لأدنى شبهة اطمأنّ إلى رواية المدعو أبا نصر الجَبُّلي، وهي أطول الروايات وأشهرها في هذا الصدد، مع أنها مشوبة بشبهات كثيرة، ومثله فؤاد أفرام البستاني وعبد الوهاب عزام وغيرهما. وسوف نعالج الموضوع من حيث تلك الروايات، وحقيقة ضَبّة وفاتك، وصحة القصيدة الهجائيّة المنسوبة إلى المُتَنبّي.