العدد (726) - اصدار (5-2019)

جامع الشيخ زايد الكبير بين شاعرية الفكرة والخيال الهندسي البديع عصمت معتصم البشير

لا يمكن أن ينشأ أي عمل بديع دون أن يرتكز على فكرة خلاقة مستوحاة من نبع ما ممتلئ بالعذوبة والصفاء، وتبقى شاعرية الفكرة هي النواة المؤطرة لتأسيس العمل الإبداعي الراكز والراسخ ذي الأبعاد الفنية والجمالية الغنية بالفرادة والإبهار، ومتى ما استقرت والتحمت مع الخيال، وتكاملت بانسجام مع آليات التنفيذ، عندئذٍ يكون المنجز غير عادي، وبحدّ ربما يفوق الخيال، أو ما لا يخطر على أفق بشر.

مسجد عليشاه في تبريز.. من عمائر المغول التي استلهم المماليك تفاصيلها في عمائرهم سوزان عابد

على خطى ابن بطوطة، وأيتمش المحمدي مبعوث السلطان الناصر محمد بن قلاوون (سلطان مصر) إلى بلاط المغول ببلاد فارس، وكل من سبقهم أو جاء بعدهم؛ كانت خطواتي تأخذني نحو المكان ذاته، في زمان غير الزمان، وبصحبة أُناس غير الناس، كادت أنفاسي تتوقف أمام بقايا صرح معماري ضخم، شاردة بذهني أسترجع ما كتبه مبعوث السلطان المملوكي عن عظمة المكان وثرائه الفني والمعماري.

الأخشاب في مصر القديمة .. صناعتها وعوامل تلفها وائل فكري

برع المصري القديم في قطع الأحجار الضخمة ونحتها، كما أبدع في التعامل مع الأخشاب لكونها أقل قسوة ووزنًا. ورغم أن وادي النيل قد جاد على سكانه بأفضل أنواع الأحجار وأجودها، فإنه أمسك عليهم بعض الشيء في توافر الخشب وارتفاع جودته، وهذا يعود إلى الطبيعة المناخية لتلك المنطقة التي يندر فيها سقوط الأمطار وتوافر الغابات التي تعد المصدر الرئيسي لجلب الأخشاب.

المديح والمدّاحون أصوات من السماء محمد محمد مستجاب

أن تلمس أناملك النار أو يخترق البرد عظامك، أو أن يتوقف ولد العين ذعرًا في المحجر، أي أن يضطرب القلب وترتعش الجوانح وينفطر الفؤاد وتتحلل الدماء، أو أن تذوب في السحيم بخارًا في الأفق، أو أن تتسامي هالة حول القمر أو ضبابًا في الشفق، أو تتجمع كنقطة ندى على حافة زهرة، أن تتجول وتسافر وتصعد وتضطرب وتصمت وتتوغل داخل كيانك وتاريخك وعقيدتك، فهذا ما يفعله المديح، ذلك الذي يجعلك تتفتت وتذوب وتتكون وتتألق وتتجمع من خلال أبياته ومفرداته وموسيقاه التي تغلّف كل هذا القلق الإنساني، والتي تجعلك تتعلّم كيف تترك الضجيج والديون والمعارك وطلبات الأسرة، لتتلقى أول شعاع للشمس، أو تنتبه لتودع آخر شعاع شاحب للقمر.