العدد (724) - اصدار (3-2019)

صليحة أم كلثوم التونسية هدى طالب سراج

في محضر الملتقى الدولي الأول بعنوان «الزيتونة في الفكر والثقافة»، الذي نظمته جمعية تازمورت في الجزيرة التونسية الوديعة «جربة»، كان اللقاء. اجتمعت كوكبة من الأساتذة والأستاذات المشتغلين بالتراث بمعناه الواسع، وجلّهم من المغرب العربي، لتقصي مدلولات هذه الشجرة المباركة. وعلى هامشه، دخلنا، نحن بقية المشاركين، وإياهم في لذة اكتشاف معارف وأحوال وخصوصيات مجتمعاتنا العربية المتعددة المشارب والجذور والحضارات.

زكي رستم... الشرير الطيب مصطفى موسى

عادة ما يسير التاريخ الرسمي للفنان إلى جانب تاريخ شخصي، تتبّدل فيه ظروف تحتاج إلى شجاعة، كان يملك منها زكي محرّم محمود رستم الكثير، شجاعة لم تتجلَّ فقط في مواجهة رفض عائلته وأمه التي أصيبت بالشلل حزنًا عليه حتى ماتت، بل أيضًا في مواجهة مجتمع كان يرتاب أساسًا بالفنان، ومهنته التي يراها من منظورة ساقطة أخلاقياً ودينيًا واجتماعيًا، وينظر إلى “المشخصاتي” باستهانة.

فيلم روما ذكريات المكان وصراع الهامش محمد فاتي

يمثّل فيلم Roma للمكسيكي ألفونس كوران عملاً سينمائيًّا راقيًا، حاول المخرج من خلاله الوقوف على أهم الذكريات التي صاحبت طفولته في إحدى ضواحي مدينة مكسيكو (حي روما) في فترة سبعينيات القرن الماضي، وتحديدًا عام 1971. وقد اعتمد في تشخيصه هذا على لمسة إبداعية سحرية، اختفى فيها كوران من أحداث الفيلم (بالرغم من أنه يحكي عن حياة أسرته)، واختار طريقة التقنّع المحايد، لأنه لم يُشر إلى نفسه ولم يكرّس دورًا خاصًّا به في حياة الأسرة المجسدة، وبدلًا من ذلك أعطى دور البطولة للخادمة كليو المساهمة بالحيز الكبير في استقرار الأسرة ووصول كوران ليتبوّأ الشهرة والنجاح.

المخرج السينمائي علي بدرخان ملحمة رائعة عن قيمة الإنسان وجبروته طارق ابراهيم حسان

ثمة أعمال فنية جديرة بالتأمل لدى بعض المخرجين السينمائيين، تتناول حياة الناس على اختلاف أشكالها وأنماطها، وتناقش ما يمكن أن تفرزه هذه الأشكال والأنماط من ألوان متنوعة من الصفات الإنسانية كالجشع، والقهر، والظلم، والاغتراب، والاستبداد، والطبقية... إلخ، وتطرح أسئلة مصيرية حول طبيعة العلاقات، من خلال التناول الجاد لمختلف العوامل التي تتحكم في هذه العلاقات وفي توجيه المصائر. هناك علامات لافتة وبصمات فريدة لدى هؤلاء المخرجين تميّز أعمالهم الفنية دون غيرهم، نتيجة لثقافة ووعي بأهمية «السينما» ودور الفيلم الروائي في التعبير عن قضايا الواقع وإشكالياته المتشابكة، وهو ما يسمّى بالرؤية الخاصة؛ حيث تُعرف أعمالهم من القضايا التي يتناولونها وكيفية هذا التناول فنيًا.