العدد (729) - اصدار (8-2019)

صراع الطواويش... وحكمة الشيخ مبارك عبدالله بشارة

أستطيع القول بأن الكويت عاشت على اللؤلؤ والتمور منذ بداية حياتها حتى عام 1950، مع اتّساع تصدير النفط وتحقيق عائد يغطي احتياجات الدولة ويوظّف معظم الأطياف من سكانها. شيّد الكويتيون كيانًا في منتصف القرن الثاني عشر، مبنيًّا على علاقة خاصة مع البحر، فعندما جاء الروّاد إلى موقع الكويت لم يجدوا فيه ما يؤمّن حياتهم، فلا ماء ولا غذاء ولا واحات، مجرّد ساحل رملي وخليج صغير وظّفه هؤلاء الرواد كمصدر للحياة، بالإصرار على بناء سفن متعددة الأحجام، تتناسب مع احتياجاتهم آنذاك، فإذا كانت الأرض الجرداء، فلا مفرّ من البحر، لهذا تمكّنوا بالإصرار على البقاء وبالعزم على استغلال خزائن البحر واقتحامها وتطويعها كمصدر يوفّر لهم أبسط متطلبات الحياة، وصار الغوص على اللؤلؤ مهنة يتولاها الكويتيون صيفًا، بالذهاب إلى مواقع المحار الموجودة في محاذاة البحرين وسواحل الكويت الجنوبية حول منطقة الجليعة.

تجديد النقد العربي بين المشاريع المجهضة والآفاق المأمولة د. أنور بنيعيش

لا يخفى على القاصي والداني ما يعيشه النقد العربي من أزمة خانقة تعصف بالكثير من مكتسباته التي راكمها لسنوات وعقود خلت، حيث ظل يتغذّى على براديغمات كونية في انعطافاتها المنهجية، وبقي لعقود متابعًا بأقصى درجات الانتباه والترقّب لما يستجد في الساحة الغربية من أجل الترجمة والتطبيق، وتبرير الأهمية، والتمثّل والاستنبات. وحقيقة الأمر أنه لا يمكن أن نتصور بشكل من الأشكال خلوّ هذه المراحل السابقة من لحظات مشرقة ومضيئة، ومن عبقريات فردية استجابت لراهنيّة فترات تاريخية معيّنة، وإن بقدر من التأخر الزمني الكافي للفهم والاستيعاب.