العدد (729) - اصدار (8-2019)

رحلة حج المفكّر التركي نجيب فاضل د.شاذلي عبدالغني إسماعل

للحج مكانة خاصة في نفوس المسلمين جميعًا، لكونه أحد أركان الإسلام، ولما يتضمنه من رموز كثيرة. وعبر التاريخ انضم كثير من المسلمين إلى قافلة الحج، ونجحوا في أداء هذه الفريضة، وكان من بين مَن شدّوا الرحال إلى البيت العتيق الشعراء والأدباء والمفكرون من شتى أنحاء المعمورة، وكان هؤلاء الأدباء والشعراء يدوّنون مشاعرهم وأحاسيسهم إلى جانب مشاهداتهم في رحلة الحج، فظهر نوع أدبي يندرج تحت ما يسمى بأدب الرحلة، أُطلق عليه رحلة الحج. ولا تقتصر كتابة رحلة الحج على شعب من الشعوب أو أدب من الآداب، فقد ظهرت نماذج منها بين مختلف الشعوب التي تدين بالإسلام.

صورة الحج في السينما العربية محمد محمد مستجاب

للحج مكانته السامية في قلب الفنان العربي، في كل مجالات الإبداع، وفي الحياة الخاصة، فإننا اعتدنا أن يسجّل الفنان رحلة الحج على الجدران، في رسوم أقرب إلى البدائية، لكنّها تلخّص الرحلة بأكملها منذ مغادرة الدار وحتى ساعة العودة، ومثلما سجّل الفنان الشعبي هذه الرحلة، فإن السينما - بدورها - صوّرت السفر إلى الأراضي المقدسة بأشكال متعددة. بدت هذه الرحلة بشكل مبكّر منذ بدأت صناعة السينما، ولعل أولى تلك التجارب الفيلم التسجيلي «رحلة الحج»، الذي أنتجه استديو مصر عام 1936، في الشهور الأخيرة من عهد الملك فؤاد الأول، وأصدر للفيلم دفترًا بالغ الفخامة، على غلافه صورة للكعبة المشرّفة، وإلى جوارها صورة الملك.