العدد (729) - اصدار (8-2019)

المرض والشاعر توفيق جبريل جمال كامل عبدالسلام

كل مَن له اهتمام بالشعر العربي الأصيل، لا بد أنه يعرف أو سمع بقصيدة الشاعر أحمد بن الحسين الكوفي، المعروف بالمتنبي، في وصف الحمّى التي انتابته في منفاه الاختياري بمصر، بعد أن ترك - مُكرهًا - ممدوحه الأثير سيف الدولة الحمداني... هذه الحمّى التي يعرفها السودانيون جيدًا باسم «الوِرْدة»، بسبب ما تعودهم، فتعودوا عليها: وزائـرتي كأن بها حياءً فـليــس تزور إلا فــي الــظلام بذلت لها المطــارف والحشايا فعافتــها وباتت فــي عـظامي يضيق الجلد عن نفسي وعنها فتــُوسِــعه بألــوان الســقام إذا ما فارقتْــني غسّـــلتني كأنّا عاكفـــــان على حرام كأن الصــبحَ يطــردها فــتـجري مدامــــعُـها بأربـــعة ســـجام أراقب وقتها من غير شوقٍ مراقــبة المــشوق المــستهام

محمد شكري... المهنة كاتب عبداللطيف البازي

بأيّ معنى يمكن الحديث عن ظاهرة ذات بُعد ثقافي وآخر اجتماعي اسمها محمد شكري؟ وما هي العوامل المتضافرة التي ساهمت في جعل هذا الكاتب المغربي العصامي والمشاكس يفرض حضوره على المشهدين الأدبي والثقافي بالبلدان العربية؟ لقد رحل هذا المبدع عن عالمنا منذ نحو 16 سنة، وتحديدًا في 15 نوفمبر 2003. لكن يبدو أنه من الصنف العصيّ على النسيان، وأن غيابه الجسدي قد كرّس، بشكل أقوى، حضوره الرمزي، فنسج حوله كثيراً من الحكايات والوقائع الصحيحة والمختلقة التي يتمحور معظمها حول قدرته الخارقة على تجاوز الصعاب وربح التحديات.