العدد (727) - اصدار (6-2019)

لكل مكان رجالاته عبدالرحيم العلام

غالبًا ما يهتم التاريخ، في أبعاده العسكرية والسياسية، بالناس الذين صنعوه. ويحدث بين حين وآخر أن تظهر شخصيات تعبر التاريخ العام، لتساهم بدورها في صناعة جوانب من التاريخ الرمزي لبلدانها، في أبعاده الثقافية تحديدًا. وسير عديد الشخصيات التي مرت بعالمنا، هنا وهناك، خير دليل على ذلك. وبالموازاة، يحدث أن تستهوينا سيرة إحدى تلك الشخصيات التي نكون قد ارتبطنا بها أو انخرطنا في أفقها، إن قليلاً أو كثيرًا، فتتولد لدينا الرغبة في أن نقتفي أثرها، ونستلهم سيرتها وندونها، في محاولة منا للاقتراب أكثر من فهمها، اعتبارًا لما تكون قد أثارته فينا هذه الشخصية أو تلك من إعجاب وفضول وقدوة. فقليلة هي الشخصيات في عالمنا العربي التي ارتبطت بمدنها، فصارت جزءًا منها وبقيت وفية لها، فارتبط مصير المدينة بمصيرها. وفي المغرب، يمكن أن نتحدث اليوم، على سبيل المثال، عن رجلين قدما ومازالا يقدمان الشيء الكثير لمدينة كل منهما، ثقافيًا وتنمويًا؛ يتعلق الأمر بكل من محمد بن عيسى، السفير والوزير وعمدة المدينة والأمين العام لمؤسسة منتدى «أصيلة»، وأندري أزولاي، المستشار الخاص لجلالة ملك المغرب، ورئيس جمعية «الصويرة» موغادور.