العدد (723) - اصدار (2-2019)

عن كتاب «مستقبل الثقافة في مصر» د. جابر عصفور

احتفلت مصر في العام الماضي بمرور ثمانين عامًا على كتاب «مستقبل الثقافة في مصر» لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي أصدر كتابه «مستقبل الثقافة في مصر» سنة 1938. وكانت مصر قد فرغت من توقيع معاهدة 1936 التي منحتها الاستقلال بوصفها دولة مستقلة ذات سيادة، وأكملت مصر ذلك بتوقيع معاهدة مونترو في 19 أبريل عام 1937، (وقد دخلت المعاهدة حيز التنفيذ يوم 15 أكتوبر1937) وكان أهم أثر لهذه المعاهدة إلغاء نظام الامتيازات الأجنبية. وكانت تلك خطوة مهمة في طريق الاستقلال الوطني، الأمر الذي أهَّل مصر للالتحاق بعصبة الأمم المتحدة.

كيف أكتب؟ عبدالله إبراهيم

أكثر ما شغلني في ربع القرن الأخير من حياتي الثقـــــافـــيـة نوع الــجواب الذي أريــده عـــن ســؤال: كيف أكتب؟ فليس مصدر الانشغال هو الخوف من التصريح بالحقيقة، إنما الاحتراس من الافتخار في غير محلّه، والادّعاء المعيب لصاحبه؛ فإن خاطرت، وأجبت عن السؤال، فهذا يعني التفكير بمئات الصفحات التي كتبتها، ولم تظهر في مؤلّفاتي، فإلى أين ذهبت؟ وما مصيرها؟

فضاءات العالم الرقمي وإيقاع السرد في القصة القصيرة جدًّا د. أنور بنيعيش

عرفت البشرية، في السنوات الأخيرة، طوفانًا رقميًّا جامحًا لا يمكن إنكاره أو التغاضي عن قوة تأثيره في مختلف الشعوب، وفي العلاقة بالمحيط والآخر التي أصبحت محكومة بكثير من الضوابط الجديدة الناجمة عن تحولات في النظر إلى الواقع بشكل عام والإنتاج والتلقي في النصوص الإبداعية بشكل خاص.

ثنائيّة الموتِ والحياة في شعر محمود درويش د. عاطف خلف العيايدة

يعد محمود درويش من أكثرِ الشّعراء تصديرًا لمقولات الحياةِ الكريمةِ في وطنٍ حرٍّ مستقلٍّ بذاته، فهو امتدادٌ للشّعراء المحدثين الّذين رفضوا النّيل من أوطانهم، والاعتداءَ على الكرامةِ وسلبِ الهويّة الوطنيّةِ، ولا يكون ذلك دون تقديم عوائدَ من الأرواح والنّفوس الأبيّة، ودون اشتمامِ رائحة الموت فداءً للوطن، من خلال المقاومةِ ورصّ الصّفوف، والتّلاحمِ والاستبسال، وقد تمثّلت هذه الرّؤية للموت عند درويش حتّى في تصوير الحالات الرّومانسيّةِ.

تراجيديا الاغتراب في قصيدة الحُزْن لصلاح عبدالصبور عزيز بويغف

لا غرو أن العزلة حاجة إنسانية، هي المفرّ حين يَتيهُ الإنسان فلا يجد الحضن الدافئ لِيضمَّه، هي الملجأ حين توصد كل الأبواب، وحين يعيش المرء لحظات الضياع، فلا يجد بُدًّا من عيش اغترابه وقلقه الوجودي بعيدًا عن الواقع والمجتمع. إن الاغتراب أن نواجه الذات بحقيقتها، حقيقة الانفصال، حقيقة الانقطاع عن حياة لَمْ تعد تُغري، لأن الجهل مستشرٍ بين الناس، أو لأن الواقع لم يعد يجيب عن تطلعاتها في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.

اللغة العربية وتحديات النهوض الثقافي كامل العبدالجليل

بينما تؤكد براهين الحقائق التاريخية أن الارتباط الوثيق بين ازدهار اللغة العربية وانتشارها، بعد الفتوحات الإسلامية كان بسبب قوتها وقدرتها على إلهام العلماء والمفكرين والمخترعين والأدباء إيصال إنتاجهم بكل سهولة ويُسر في مجتمعات وبين حضارات غير عربية، فترسخت أصالة اللغة ومزاياها في ثروة مفرداتها، وتعدّد معانيها، وتنوع تعابيرها، فعبّرت بصدق وجلاء عن معدنها وجوهرها الأصيل.