العدد (725) - اصدار (4-2019)

الوعي النسوي السارد في «104 القاهرة» حمزة قناوي

في روايتها «104 القاهرة»، تقدم لنا ضحى عاصي نوعًا من الحكي المتمايِز الذي يمزِجُ الخاص بالعام والإنساني بالتاريخي بالاجتماعي، من مُنطَلَقٍ ومُرتَكَزٍ نسويٍّ، عبَّرت عنه بجعل الشخصية الرئيسية، انشراح، الساردة للأحداث من ناحية، والتي تدورُ حولَهَا كُلّ أحداثِ الروايةِ من ناحية أخرى، إننا نقف أمام نموذج بنائي للحبكة الروائية يتجاوز مفاهيم خط الحكي التقليدي للأحداث، فالزمن السردي يتم طيه وتقديمه وتأخيره لمصلحة الرؤية التي ترغب المؤلفة في أن تقدِّمهَا لنا عبر وعي انشراح - أو الوعي المختار مسبقًا، والذي يتمُّ إسقاطُهُ على شخصيةِ انشِراح.

تدمير المكتبات في القرن العشرين إبادة الكتب د. فيصل أبو الطفيل

لم تَسلم الكتب والمكتبات، على مدار التاريخ الإنساني، من امتداد أيدي البشر إليها إحراقًا وإغراقًا، ونهبًا وسرقة وإتلافًا. وإذ ليس في مقدورنا مجابهة الكوارث الطبيعية التي تقف وراء دمار الكثير من الكتب وضياع العديد من المكتبات، فليس من المقبول، ولا من المعقول، أن تدمّر الكتب وأن تُقصف المكتبات وتُحرق بشكل مخطط له مسبقًا وبقصدية نابعة من نية مبيّتة لمحو تاريخ البشر وتراثهم والحط من إنسانيتهم.

الذّهب أمير الغندور

يعتبر هذا الكتاب واحدًا من أفضل الكتب التي صدرت أخيرًا، وذلك لاعتبارات موضوعية عدة، لا دخل لها بذوق القارئ أو الناقد. فالكتاب يحوز سمات موضوعية، لا يمكن لقارئ منصف إنكارها، وهي موسوعية المادة، وأدبية الصياغة، وسلاسة العرض، ومنطقية الأحداث، فسمة الموسوعية جلية في مضمون الكتاب، لأن الكاتب يقدم ما يكاد يكون تاريخًا شاملاً للذهب، دون أن يتغاضى عن أي من أحداثه الأساسية. أما سمة الأدبية فتتضح في الطريقة الدرامية التي استخدمها المؤلف في سرد الأحداث التاريخية، ليجعلها تتصف بالإثارة والبعد التام عن الملل الذي يسيطر على كثير من الكتابات التاريخية الموسوعية.