العدد (731) - اصدار (10-2019)

اللغة العربية في زمن العولمة د. جابر عصفور

إذا كانت التحوَّلات المُتدافعة سِمةً أساسيةً لإيقاع عصرنا الذي تداعت فيه الحواجز المكانية والزمانية، نتيجة الثورة المذهلة في تقنيات الاتصال التي جعلت من الكوكب الأرضي قرية كونية صغيرة، فإن هذه التحولات تفرضُ علينا إعادة النظر في كثير من أفكارنا التي دَرجنا عليها، والمُشكلات التي لم نولِها ما تستحق من الاهتمام والتأمل خصوصًا بعد أن تضافرت العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية مع آليات التحوَّلات التقنية، على نحوٍ غير مسبوقٍ في تاريخ البشرية كلها بوجهٍ عام، وتاريخ وطننا العربي بوجهٍ خاصٍّ. وهو وضع يُحتِّم علينا معرفة الشروط الجديدة المفروضة على كوكبنا الأرضي، وطبيعة العلاقات والصراعات التي أصبحنا طرفًا فيها وحقيقة القوى التي علينا مواجهتها مزوَّدين بوعي جذري مغايرٍ، نابعٍ من عمق إدراكنا لمُتغيَّرات الكوكب الأرضي وشروط أوضاعه الجديدة التي لم تتكشف كاملة بعد.

أعِدِ المُرور أحمد اللاوندي

أعِدِ المُرورَ... على حكاياتِ الرِّفاقِ/ الكادحينَ/ العائدينَ إلى قُراهُمْ في المساءِ.. بما تيسَّرَ مِنْ حَصَادٍ لَمْ يَرَوْهُ برغْمِ قِلَّتِهِ...

الأيام في برلين د. ايهاب النجدي

صورة الآخر في الأدب السردي، ليست بالضرورة الآخر، كما عهدناه في التقارير المصورة، أو في المظانّ التاريخية والطبيعية، والمعاجم والموسوعات وغيرها، وإن تسرّبت من ذلك كله خطوط وظلال؛ لكنّها صورة الآخر كما تنطبع في مرآة الذات الساردة، في شتيت أحوالها، صفاء وشفافية، وغبشًا واضطرابًا، وتأميلًا وقنوطًا، واقترابًا وابتعادًا، وعلى هذا الأساس تتباين أبعاد الصورة من سارد لآخر، وينكسر أفق التوقع، وحُق له أن ينكسر.

القصيدة السردية في شعر المطروشي وجدان الصائغ

احتفت مجموعة «لديّ ما أنسى» للشاعر حسن المطروشي بقصيدة السرد التي تماهي، عبر مكابدة جمالية واعية، بين تقنيات الشعر (الصور الشعرية والإيقاع) وعناصر السرد (الشخصيات، الأحداث، الحوار الخارجي والداخلي، الزمكان)، وهو احتفاء ينمّ عن رغبة المتخيل الشعري في خلق نصّ مغاير يفتح نافذة أوسع للبوح من خلال ارتداء الأنا الشاعرة على مساحة النص جلباب الأنا الساردة التي تختبئ خلف الشخصيات لتفشّي تفاصيل المسكوت عنه الشعري بأسلوب مدهش بعيدًا عن المألوف الشعري.

في شعريّة النقد الأدبي د. أحمد زنيبر

يحتلّ الشعر المغربي المعاصر مكانة مرموقة في النقد الأدبي، بالنظر إلى ما تراكم من إصدارات متفاوتة الحجم والدلالة، وبالنظر لما اعترى كتابة القصيدة المغربية من تحولات، لغة وبناء وإيقاعًا. لذلك لم يكن غريبًا أن تهتم زمرة من الباحثين والنقاد، على اختلاف مشاربهم ومرجعيّاتهم، بمقاربة هذه القصيدة وبيان خصوصياتها الشعرية الجديدة، وأيضًا ما خلّفه الشعراء أنفسهم من آراء وبحوث تعنى بنقد الشعر وتقارب بنيته وإبدالاتها. (محمد بنيس، عبدالله راجع، أحمد بلبداوي، مصطفى الشليح، صلاح بوسريف). في هذا السياق، يحضر كتاب الباحثة ثريا ماجدولين «الرؤية والقناع»، وهو كتاب نقدي يُسائل، من زاويتين اثنتين؛ الأولى نقدية والثانية جمالية، تجربة شعرية للراحل محمد الميموني، باعتباره أحد رموز الشعرية المغربية الحديثة.

التأليف في الهجر بين «المصون» و«طوق الحمامة» خلود بنت سعود البوسعيدي

يقول أبو إسحاق الحصري: «وكم من ملك قاهر، وسلطان قادر، تذلّ لهيبته الأملاك، وتذعن لسطوته الفتاك، أذلّه الهوى وأهانه، وأذلّ عزّه وسلطانه!». ويقول ابن حزم الأندلسي: «ومن علاماته حبّ الوحدة والأُنس بالانفراد، ونحول الجسم دون حدّ يكون فيه، ولا وجع مانع من التقلّب والحركة والمشي!». تلك سطوة الحب كما وصفها كتابا «المصون في سرّ الهوى المكنون» للحصري (413 هـ)، و«طوق الحمامة في الألفة والألّاف» لابن حزم (456 هـ)، فكيف انتهج الأديبان التأليف في الهوى؟ وما أبرز ما تضمّنه مؤلفاهما عن عاطفة أذلت الملوك وآنست صاحبها بالانفراد؟ وإن كان هذا مبلغ أثرها، فما ذكر الأديبان عن الهجر ووقوعه؟!