العدد (731) - اصدار (10-2019)

«الكيت كات»... (مالك الحزين) بين الرواية والفيلم محمد فاتي

يعد فيلم «الكيت كات» نموذجًا جيدًا، بل متميزًا في مجال كانت السينما المصرية تعانيه، ألا وهو ترجمة العمل الأدبي إلى رؤية سينمائية. فقد كان تطويع البعد الروائي الأدبي لمصلحة المشهد السينمائي مرتبكًا دائمًا، فالكاميرا في سعيها لتحقيق الرواية الأدبية وتجسيدها سينمائيًا وترجمتها حرفيًا، تجعل السينمائي ينسى شروط أدواته التعبيرية وإمكاناتها الموضوعية، وبالتالي يحاول تحويل عنق الكاميرا لمصلحة المشهد الأدبي، على حساب المشهد السينمائي. وقد ينجح السينمائي أحيانًا في نقل الرواية وترجمتها، إلا أنه يخفق كثيرًا بسبب الشرط الموضوعي لحجم اتساع المشهد الذي تمتلكه السينما، وبالتالي فقدان اللغة السينمائية أو ارتباكها، مما يجعل الفيلم يتخبط كثيرًا في لهاثه وراء العمل الأدبي.

صلاح أبو سيف حكّاء يرصد بالكاميرا تفاصيل الواقع طارق إبراهيم حسان

صلاح أبوسيف أحد أبرز مخرجي السينما العربية و إحدى علاماتها الناتئة، قدّم خلال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من نصف قرن 42 فيلمًا، حملت إرهاصات فنية لكل أشكال السينما الواقعية، صنع أفلامه بحسّ متفرد ينأى عن الجمود والقولبة، فتنوعت داخليًا بطرْق كثير من الأبواب على عوالم متباينة تحتشد بتجليات ومباغتات وأنماط تدعو إلى التأمل. ونظرًا لمقدرته الكبيرة على توفيق لغة سينمائية خاصة، توظف كل تجليات الخطاب الإنساني في الحارة الشعبية، ولَدَى المهنيين والأفندية وأولاد البلد، وحتى القرية المصرية وعالم الفلاحين المعدمين.

ثمانون ضياء العزاوي الفنان وخصوصية حداثته ماجد صالح السامرائي

لا غرابة في أن تكون الخطوة الأولى من ستينيات القرن العشرين قد مثّلت حقبة تغيرات وتبدلات وتحولات في الرؤى والأفكار الإبداعية والنقدية، كما في النزعات الفنية، فيأخذ «التجريب» أبعادًا واثقة على مستوى الرؤى والأسلوب بتطوراته الفنية، وتشيع أفكار «الحداثة» بما عرفت تلك الحقبة من تحولات يمكن عدّها «تحولات جذرية» سيُعَبَّر عنها تعبيرًا تمثيليًا واثقًا بالفن التشكيلي على نحو خاص ومتفرّد، في التجربة الإبداعية العربية في عهدها الزماني ذاك.