العدد (714) - اصدار (5-2018)

فوضى التحصيل وضياع التأصيل د. عادل سالم العبدالجادر

هناك من يتعمد صناعة الفوضى بجمع كل هذا الكم الهائل من المعلومات المتاحة، الأصيلة منها والهامشية، المفيدة وغير المفيدة، العامة والخاصة... الكلمة والحكمة والطُرفة والنبأ والخبر والنُبذة والقصيدة... ومقاطع الصوت ومشاهد الصورة. ازدحم فضاء المعلومات، ليصبح الضجيج لحناً، والقلق والخوف فناً، فنجلس متقابلين ساعات بلا كلام، نجري وراء رنة الهاتف التي سوف تخبرنا على أي تطبيق سوف يأتي الخبر... تويتر Twitter أو فيسبوك Facebook أو واتساب WhatsApp أو أي تطبيق آخر، لندرك معلومة جديدة، علّنا نفرج بذلك عن أنفسنا هماً. ويتزاحم الناس على السَبْق النَقْلي للمعلومة، عسى أن يكسبوا رضا متابعيهم، دون التحقق أو التأكد من صدق تلك المعلومة أو كذبها. وكلما زادت الإثارة زاد معها التشجيع والتصفيق، وكلما انتشر الخبر الكاذب أكثر وأكثر، بات أقرب إلى التصديق.