العدد (714) - اصدار (5-2018)

ذكريات أستاذ عظيم جابر عصفور

عرفتُ شكري عياد (1921/1999) منذ أعوام بعيدة، وتحديداً في عام 1961 حين خطوتُ الخطوة الأولى في طريق الجامعة طالباً في قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة، حيث كان عياد أستاذاً مرموقاً بين أساتذة القسم، جنباً إلى جنب عبدالحليم النجار، وكامل حسين، وعبدالعزيز الأهواني، وسهير القلماوي، وعبدالحميد يونس، وشوقي ضيف، رحمهم الله جميعاً.

الجبل الوحيد محمد زينو شومان

لم تستطع شمسُ الخيالِ النّومَ لم تتعبْ من المشي الطويلِ الذاكرهْ عَبَرَ الصعاليكُ الدهور كأنهم لم يلبثوا في البؤسِ

نفثة بديعة من سِحْر المتنبي فداء ياسر الجندي

مما وصلنا عن حبيبنا رسول الله [ قوله: «إن من البيان لسحراً»، صدق رسول الله، ولا شك في أن المتنبي هو من كبار السحرة في عالم البيان، فقد أودع في بيانه من ضروب البلاغة والبيان ما يندر أن نراه لدى شاعر آخر، فضلاً عن أن الله قد جمع له مع موهبته البيانية الفذة، قدرته الفائقة على توظيف تلك الموهبة، في التعبير عن مختلف المعاني، وأبدع بشكل خاص في صياغة معاني الحكمة، حتى أحصى النقاد في ديوانه مئات الأبيات، التي ذهبت أمثالاً، يرددها الناس على مر العصور، وذلك لجمال معانيها، وحسن بلاغتها، وسحر بيانها.

في نقد موسوعة السرد العربي للدكتور عبد الله إبراهيم نادية هناوي

إذا كنا قد اعتدنا قيام الشاعر بجمع شعره في كتاب يحمل عنوان «الأعمال الشعرية الكاملة»، كما أن القاص والروائي بإمكانه أيضاً إنجاز الفعل عينه، جامعاً نتاجه القصصي تحت عنوان «الأعمال القصصية أو الروائية»؛ فهل سيكون ذلك ممكناً أيضاً مع النقد، ليجمع الناقد كتاباته النقدية في كتاب واحد، لكن ما الذي ستكون عليه تسمية هذا الإنجاز حينئذ، سيطلق عليه الأعمال النقدية الكاملة أسوة بالشعر والسرد، أم أن هناك عنونة أوفى معنى وأدل صياغة في التأشير على المادة المعنونة؟!

الصوم في اللغة والتاريخ وفتوحات رمضان عبدالله خلف

الصوم هو الإمساك والسكون وتوقف الحركة في اللغة. قال الراجز في السكون: حتى إذا صام الـنـهار واعـتدل وسـال لـلشمـس لـعاب فنزل وصامت الريح: ركدت، وصامت الفرس والخيل: توقفت، قال النابغة: خيل صيام، وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما ولو عدنا إلى الصوم في تاريخ العرب البعيد لوجدنا العرب في الجاهلية كانت تصوم من الفجر إلى غروب الشمس، جاء ذلك في كتاب «أديان في الجاهلية»، تأليف نعمان الجارم، طباعة القاهرة سنة 1923.

قصيدة النثر وصراع المصطلحات مصطفى عليّ الجوزو

إنّ الشعر العاري من الوزن والقافية الذي سمّاه بعضهم الشعر الطليق، وسمّاه بعضٌ آخر الشعر الحرّ (وهو مصطلح متنازع فيه)، وسمّاه بعض ثالث الشعر المنثور، وسماه بعض رابع النثر الشعريّ، وسمّاه بعض خامس قصيدة النثر، يبدو ميدان صراع بين مصطلحات، وأحياناً ساحة خلاف بين مترجِمين، ليس إلاّ، باسثناء مصطلح القصيدة الصحافيّة الذي ابتكره نزار قباني (1923 - 1998 م)، ولا نعرف له أصلاً سابقاً في اللغة العربيّة وفي اللغات الأجنبيّة.

نظرات في التطور التاريخي للغة العربية د. محمد نافع العشيري

عرفت دراسات اللسانيات مجموعة من المراحل يمكن إرجاعها حسب التصنيف الغربي إلى مرحلة النحو الإغريقي، ومرحلة النحو الروماني، ومرحلة العصور الوسطى، ثم مرحلة العصر الحديث، الذي بدأ في أواخر القرن الـ 17، والذي عرف هو نفسه مراحل متعددة بدأت بالدرس اللساني المقارن والتاريخي، وبخاصة في القرنين الـ 18 والـ 19، وتطور مع بداية القرن العشرين، وخاصة مع ظهور كتاب «محاضرات في علم اللسان العام» (1916) لرائد اللسانيات الحديثة السوسيري فردينان دو سوسير، الذي أحدثت تصوراته ومفاهيمه انعطافاً حاسماً، ليس فقط في علوم اللغة، بل في مجمل العلوم الإنسانية.