العدد (728) - اصدار (7-2019)

الهوية والتحوّل من الثقافة الجماعية إلى الفردية د. عبدالله الجسمي

منذ نهايات العصر الوسيط ودخول أوربا في عصر النهضة ومن ثم العصر الحديث، حدث تحوّل مهم في الثقافة الإنسانية تجسّد في التلاشي التدريجي للطابع الجماعي للثقافة في أوربا، ومن ثمّ بقاع أخرى في العالم لاحقًا، وحلّ محلّه الطابع الفردي للثقافة، فمسيرة عشرات الألوف من السنين التي عاش فيها الإنسان بطريقة لا يمكن أن يستغني فيها عن الجماعة وصلت إلى نقطة تحوّل بعد تأصُّل الحضارة المدنية الحديثة وانتشار قيمها الثقافية في معظم أنحاء المعمورة.

سؤال الضحك في فلسفة برغسون اسماعيل الموساوي

هناك موضوعات ملازمة لحياتنا أو بالأحرى هي جزء لا يتجزأ منها، بيد أننا قليلا ما نستوقفها قصد التفكير فيها، إن صح التعبير، فهي تدخل ضمن المجال اللامفكّر فيه ضمن حياتنا، ولكن كيف نقوم بذلك بالرغم من قيامنا بها صباح مساء؟ لا شك في أن مفهوم الضحك يندرج ضمن هذه الموضوعات الخفية - إن صح تسميتها بهذا الاسم - ، فسؤال الضحك عند برغسون الذي نحن بصدد مقاربته في هذه المساهمة يحملنا بدوره إلى الغوص في عالم الضحك، ويزج بنا في خباياه وأسراره العميقة، وبالرغم من قلة نقاشاته في الفلسفة، فإن المحطة الأهم التي ناقشت هذه القضية بطريقة علمية، في نظرنا، هي محطة هنري برغسون، الذي خص هذا الموضوع بكتاب عنونه بـ «الضحك» (1900)، وترجمه إلى «العربية» علي مقلد، ضمن منشورات المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع.