العدد (711) - اصدار (2-2018)
يعتبر مكتب بريد الكويت آخر مكتب أقامته دائرة البريد الهندي البريطاني في الساحل العربي من الخليج في يناير عام 1915 بعد كل من مسقط (1864)، البحرين (1884)، دبي (1909)، كما يعد أول مكتب للبريد تنتقل كامل خدماته من الإدارة الإنجليزية إلى الإدارة الوطنية في الأول من فبراير 1958 قبل بقية المكاتب البريدية في الخليج.
يعتبر المجتمع الكويتي من المجتمعات العربية المتنورة منذ القدم، ويتصف بالتنوع الفكري المتسم بالأصالة والمحافظة والتسامح، ويرجع سبب هذا التميز للتنويع البارز في تكوين أصول سكان الكويت القدامى، فالجذور لبعض الجماعات المؤسسة كالعتوب والعوازم وبني خالد مرجعها الجزيرة العربية، بينما توافد إليها جماعات بشرية من جهات متنوعة، أبرزها العراق وفارس وإفريقيا وغيرها. ولعل من أسباب التنوير والثقافة في كويت ما قبل النفط كان بفضل الدور الكبير الذي قام به رجال العلم والدين في خدمة مجتمعهم عبر الدروس والمحاضرات التي يعقدونها في المساجد والمجالس.
في 5 أغسطس 1957 بعث خورخي لويس بورخيس، برسالة إلى الروائي الكوبي خوسيه ليثاما ليما، يُخبره فيها باقترابه الوشيك من فهم رواية باراديسّو رغم صعوبتها وتعقيدها. تكرّر الأمر نفسه في رسالة كتبها خوليو كورتاثار إلى ليما عن الرواية ذاتها، وقال إنّه يشعر بعد قراءة أجزاء من الرواية أنها أشبه بمذكرات «أبي الهول» - إشارةً إلى الغموض البالغ -، وحذّر من احتمالية ألا يفهم القارئ أي شيء على الإطلاق. نتحدّث هنا عن بورخيس سلطان جزيرة المتاهات، وخوليو كورتاثار، مؤلّف الرواية الصعبة «لعبة الحجلة»، فما بال القارئ العادي لرواية باراديسّو؟
رحلته التي أرّخ بها الشيخ محمد الفاضل بن عاشور، حجّته - كعضو من بعثة حكومة تونس سنة 1367 هـ - إنما هي تدوين عالم موسوعي، واسع الثقافة، أعظم همّه توجيه النظر إلى مقاصد الشعائر، بإبداع أدبي رائق، جُمله ممتدّة امتداد المرامي، ومفرداته من السهل الممتنع، أنيقة في غير ابتذال، تُشّع في كيانك كله حرارة هزة لطيفة حلوة، تأخذك إلى عالم تنويري بديع مريح!