العدد (711) - اصدار (2-2018)
يصعب التكهن بما كانت تطمح إليه المبدعة ربيعة جلطي في روايتها «حنين بالنعناع»، بشأن طبيعة الرسالة التي توجِّهُها للقارئ، لكن لا شك في أن ما أسفر عنه عملها الأدبي هو ملحمة كونيَّة تتلمَّس الحب والخير والجمال في زمنٍ موجِعٍ لضميرِ البشريَّةِ جميعاً، يتهدَّدُ فيه الخطر كل حياة على سطح الأرض من فرط الاستخدام الجائر لموارد هذا الكون من ناحية، والاعتداءات المتكررة بين البشر من ناحية ثانية، ثم ظهور خطر الإرهاب باسم الإسلام من ناحية ثالثة، ومن وسط هذا الخوف الموجع على البشرية جمعاء، وعلى الأوطان العربية خصوصاً، تكتب ربيعة جلطي روايتها، متحديةً كل ذلك بنكهة «الشاي بالنعناع» لا سيما، عندما يكون في فم الحبيب.
القارئ للمجموعة القصصية «ياسمينة وقصص أخرى» تسترعيه وتثيره روعة الوصف الجميل والعميق للطبيعة ولكل المعطيات المحيطة بالحدث، فالفضاء بكل ما يحمله من مظاهر الطبيعة ومن مؤثثات مختلفة يجد في القصة ما يجعله حياً نابضاً يساهم بارتباطية حميمية مع الحدث ومع الشخصية التي تديره.