العدد (711) - اصدار (2-2018)
لم أفهم معنى البيت إلا بعد رحيل والدي، فقد صار جحيماً أعيش فيه، ضاقت جوانبه الرحبة، وتقلصت أرجاؤه، وضعفت رفوف مكتباته، وضغط سقفه على عقلي وقلبي، لذا قمت بتكوين بيت يتناسق مع أفكار والدي، حيث الهدوء والراحة، وكثير من الشمس وبعض الموسيقى، ومكتبة متناسقة تستطيع أن تستقبلك وترحب بك وتطمئنك في هذه الحياة.
يعاني عديد من الناس في عالمنا المادي هذا اضطرابات متعلقة بالمال، كالشراء القسري، أو هوس الشراء الخارج عن السيطرة، الذي يتسبب في خلق أزمات مالية ويورث شعوراً مريراً بالذنب ولوماً مستمراً للذات على شراء ما هو غير ضروري وإرهاق الميزانية من دون مبرر؛ وقد يؤدي هذا الاضطراب أيضاً إلى إفساد العلاقات الأسرية والسلام النفسي. أما الإنكار المالي، فهو الاضطراب الذي ينكر بسببه الشخص وجود مشكلة مالية مثل تراكم الديون، ويستمر مع ذلك في شراء ما يفوق طاقته، ولا يبحث عن حل لتسديد ما عليه. وإلى جانب ذلك، توجد اضطرابات التعزيز المالي، التي تنشأ عن عدم القدرة على قول لا لمن يتمادون في طلب المساعدات المالية، سواء من الأبناء والأقارب أو الغرباء، ما يسفر عن وقوع المرء نفسه في وضع يستدعي المساعدة. واضطرابات أخرى كالاعتماد المالي الذي يصيب الأشخاص الذين لا يعملون ولا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم، ما يتسبب في شعورهم بالخوف الدائم من تغير الظروف وتوقف الدعم.
قابلتُها بعد انقطاع قارب الخمس عشرة سنة، سألتُها - كما جرت العادة في مثل هذه الحالات - عن أحوالها وعن ابنها ربيع، الذي خصصتُه بسؤال كوني لا أنسى كيف رُزقت به بعد أربع بنات وعشر مرارات سببتْها المفاهيمُ الاجتماعية مستذكرة فرحتها الكبيرة به، فلمحتُ نظرة حزن عتيق وكآبة ظللت ملامح وجهها للحظة، عرفتُ بعدها أنّ ربيعها حوّل حياتها إلى خريفٍ طويلٍ من الألم، كونه الولد الوحيد المدلل الذي لا يتحمل المسؤولية، ولا يقدّر الواجب، والذي يُحرجها اجتماعياً، فهي مديرة مدرسة عُرفت بصرامتها ونشاطها وجديتها، وهو فاشل في دراسته، ويعشش في سنة الثانوية العامة منذ سنين دونما إحساس بالذنب أو بالتقصير.
أضحت الثقافة الرقمية ثقافة الصغير والكبير في عصرنا هذا، فالجميع راح ينهل من محتوياتها ويطلع عليها بنهم كبير، فهناك من فعل هذا بحذر وحيطة، وهناك من قام بالأخذ الكلي منها دون تصفية أو تمحيص، فما معنى الثقافة الرقمية؟ وكيف يستفيد منها تلاميذنا في المدارس وطلابنا في الجامعات؟ هل أخذوها بإيجابياتها وسلبياتها أم أنهم قاموا بتصفية محتواها؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه في هذا الموضوع الذي جاء بعنوان «تأثير الثقافة الرقمية في المنظومة التربوية».
في عام 2015، أظهرت دراسة نشرتها منظمة «كومون سينس ميديا»، أن الأطفال في سن المراهقة يقضون على مواقع التواصل الاجتماعي تسع ساعات يومياً في المتوسط. كما وجدت الدراسة أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثماني سنوات واثنتي عشرة سنة يقضون عليها ست ساعات يومياً في المتوسط.