العدد (720) - اصدار (11-2018)

شطحات المؤرخين في النقل والتدوين د. عادل سالم العبدالجادر

نكمل ما كتبناه من حديث في الشهر السابق عن التدوين، الذي بدأ بتدوين القرآن الكريم، ثم تبعته السنَّة النبوية الشريفة بقرن من الزمان وأكثر، ولكلّ منهما منهج وطريقة. وتزامن تدوين الفقه والتاريخ، بما ثبت أنّ بداية تدوينهما كان في القرن الثاني من الهجرة، عندما أمر الخليفة العباســـي الثانـــي أبوجعـفـــر المنصــــور (ت. 158هـ /775م)، كلًا من الإمام مالك بن أنس (ت. 179هـ /796م) بتدوين قواعد الفقه، ومحمد بن إسحق (ت. 151هـ /768م) بكتابة التاريخ، فصنّف مالك «الموطأ»، وكتب ابن إسحق في اثني عشر جزءًا كتاب «تاريخ العالم»، بدأه بخلق آدم ، وختمه بوفاة سيد المرسلين [. ضاع هذا الكتاب الأخير (تاريخ العالم)، ولم يبق منه إلا الجزء الأخير الخاص بسيرة الرسول ﷺ ، وعُرف فيما بعد باسم «سيرة ابن هشام»، نسبة إلى عبدالملك بن هشام الحميري (ت. 218هـ/ 833م)، الذي اختصر هذا الجزء وعلّق عليه.