العدد (721) - اصدار (12-2018)

ذكريات مجلة العربي د. جابر عصفور

لا أزالُ أذكرُ الاحتفال الذي أقامته مجلة العربي في الكويت عام 1999 بمناسبة مرور 40 عامًا على تأسيسها وإصدار عددها الأول، وكان احتفالًا مهيبًا، جئنا لنشارك فيه من مختلف الأقطار العربية من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق. وقد ضم هذا الاحتفال مقابلة لا يزال لذِكراها الطيبة أثر جميل في نفسي، فقد قابلنا سمو أميـر الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد، فهو الذي أشرف على تأسيس مجلة العربي، عندما كان وزيرًا للإعلام. وقد تبادل بعضنا الذكريات مع سموه - مد الله في عمره - جزاء على ما أشرف عليه من مؤسسات وإنجازات في تاريخه القومي المجيد.

مدار الوقت في مرايا شوقي بزيع د. وفاء مرزوق

ليس ثمة ما يجعل القصيدة أكثر إدهاشا، من لغتها الشعرية المتقنة، وتلاقح الصور البلاغية التي تحملها، بشكل يجعلها تقترب من ذهن القارئ وتلامس فكره ووجدانه، حتى لكأنه يكاد يحسها ويراها، بل ويعيشها أحيانا كثيرة، فتحوّل الإيقاع اللاحق إلى لغة كما يرى شوقي بزيع، لا يمكن أن يتم إلا من خلال الصورة المحسوسة، وبواسطتها، كما أن الفكرة والمعنى لا قيمة لهما بالمفهوم الإبداعي ما لم تلبسا لبوس الصور المحسوسة القابلة للتسييل عبر مشهد مرئي. في الشعر إذن لغة خاصة تخاطب العقل والقلب والضمير، بما تحمله من مضامين عميقة وجليلة، وجماليات يخلقها الشاعر ويبدعها في نصه، وهو لربما ما يميز فطرة الشعراء عن غيرهم، وأيضا ما قد يفسر تفاوت قدراتهم الإبداعية في الرصد والإنتاج.

مُلكٌ لَيسَ يَفنَى السيد محمد حسن

وَحِينَ أَكُونُ مُنفَرِدًا بِذَاتِي تُحَاصِرُنِي سَمَاوَاتِي تُفَاجِئُنِي سَمَاءٌ مِنْ حَنِينٍ تُجَالِسُنِي... تُؤَانِسُنِي

جوهرة نفيسة من كنوز ابن الرومي فداء ياسر الجندي

ما أشبه بعض قصائد شعرائنا الفطاحل بعقود اللؤلؤ المنظوم، تفيض إبداعًا وعبقرية من مطلعها وحتى ختامها، بل ويزيد بعض العباقرة منهم فوق الجمال جمالاً، بأن تجد بين لآلئ ذلك العقد المنظوم جوهرة أو جواهر نفيسة نادرة، وكأنها ألماسة مصقولة لامعة مشعّة، تزيّن حباته، فتزيده جمالاً، وتزيد القارئ إعجابًا بإبداع الشاعر، واستمتاعًا بسحر بيانه.

في أساليب الاقتباس والمعارضة في الشعر د. مصطفى علي الجوزو

مثلما أن الشجا يبعث الشجا، كما يقول مُتَمِّم بن نُوَيْرة، كذلك الشعر يبعث الشعر. ضرب من العدوى. وكثيرًا ما يقرأ شاعر شعرًا أو يسمعه، وإذا هو منساق إلى قول مثله. وكثير من الشعراء تستعصي عليهم الأبيات، فيمسكون بديوان شعر جميل يقرأونه، وكأنهم يحثّون قرائحهم بذلك، فتنصاع لهم القوافي، أو تتمرد أحيانًا؛ فإذا انصاعت جاءت بمواليد أصحاء، وإذا استعصت وأصر الشاعر عليها، جاءت بأولاد مشوهين. ومن ذلك أو شبهه نشأ شعر المعارضة، أي بناء الشاعر قصيدته على قصيدة شاعر آخر وزنًا وقافية ومعنى، وربما جاء هذا البناء على بيت من قصيدة أو شطر من بيت، فيكون الأمر أدنى إلى الاقتباس منه إلى المعارضة. وحسبنا في هذا الشأن أن ننظر في بضعة شواهد مشهورة، يتسع لها صدر مقالة واحدة.

معلمو اللغة العربية بين سندان الضحية ومطرقة الجاني د. عبد المنعم مجاور

من دون مقدمات عن قدسية اللغة العربية، ودور معلميها وواجباتهم حيالها، ومن دون طنطنة «يجب» و«لابد» و«يتحتم» إلى آخر تلك الإلزامات التي ملّ القارئ سماعها، دعونا نلج معًا عالم هذه القضية من أولها لنرى إن كان معلم اللغة العربية اليوم يقف في صف الجاني أم أنه إلى صف الضحية أقرب.

جماليات المثنَّى والمكرر في اللغة د.هاني حجاج

يقول ابن عربي «إن الأحد لا يكون عنه شيء البتة». ويقول «إن أول الأعداد إنما هو الاثنان». فأي فلسفة وراء هذه الفكرة؟ الواحد حسب لسان العرب «لا يتجزَّأ ولا يُثنَّى ولا يقبل الانقسام ولا نظير له ولا مثل ولا يجمع هذين الوصفين إلا الله تعالى»، وكذلك الواحد هو أول أعداد الحساب وقد ثني على واحدين، وجمعه بالواو والنون «واحدون».

العَينُ في اللغة والشّعر د. ميشال جحا

العين أو المُقلة هي أداة البصر والرؤية، وهي أهم حواس الإنسان الخمس، وهي الحرف الثامن عشر في الأبجدية، وكتاب العَين أول معجم للغة العربية، وسُمِّي كذلك لأنه يبدأ بحرف العين الأعمق من حيث مخرجه من الحلق. والعين هو الجاسوس، وأن يصاب الإنسان بعين، أي يصاب بمكروه من الحَسَد.