العدد (715) - اصدار (6-2018)
أعتقدُ أنني بدأتُ أسمع عن البنيوية منذ أواخر ستينيات ومطالع سبعينيات القرن الماضي، وكان ذلك بسبب المحاضرات التي كان يلقيها المرحوم زكريا إبراهيم في قسم الفلسفة الذي تجاوِر قاعاته قاعات قسم اللغة العربية.
يختلف د. منصور فهمي عن سواه من الرجال الذين تحلَّقوا حول ميّ زيادة، وتباروا في بثّها لواعج القلب والروح، في كون صفة العاشق لميّ لا تنطبق عليه. فهو لم يكن «عاشقاً»، بل كان نوعاً من أب أو صديق روحي، مثله مثل يعقوب صروف صاحب «المقتطف»، الذي كانت ميّ تلجأ إليه طالبةً النصح وسداد الرأي.
أحمد الصافي النجفي من كبار شعراء العالم العربي، وأكثرهم جذباً للاهتمام، لتفرّده في كل شيء تقريباً، فهو منذ غادر العراق لآخر مرة وهو حديث الصحف والمجلات والإذاعات، حتى ليبدو غريباً عن بني جنسه، أو قليلون هم من يماثلونه في تصرفاته وطرق حياته، فهو متفرد في ملبسه ومأكله ومسكنه وآرائه وشعره، عاش حياة الزهد والحاجة، إلا أنه كان سريع البديهة خفيف الظل أبيّ النفس متواضع الجانب والهندام حتى اللامبالاة، وهو يعبّر عن معظم هذه الحالات في قصائده ومجالسه وأحاديثه.
نستبعد في هذه المقالة التطرق إلى الاختلافات المذهبية بين القائلين بوجود المجاز والقائلين بنفيه أو الذين يعمدون إلى حصره في جوانب محدودة. ويقتصر اهتمامنا بالمجاز، فيها، على الناحية الذهنية الإدراكية التي يمكن أن نُبرزها في الظواهر القولية التي يجري تصنيفها على أنها مجازات.
قَرَأْتُكَ فِي جِبينِ الصُّبْحِ طَلْعاً وَنَعْنَاعاً، وَزَيْتُوناً، وبُرَّا وَشَيْئاً مِنْ خُلاصَةِ ذِكْرَيَاتٍ دَعَتْكَ لِأَنْ تَكُونَ بِهَا أَبَرَّا جَمِيعاً قَدْ تَلاقَتْ فِي فُؤَادٍ لِتتَّخِذَ الْفُؤادَ لَهَا مَمَرَّا
نعني بـ «الكتابات الجديدة» ما يكتبه الشَّباب والشَّابَّات، في هذه الأيَّام، في غير قطر عربي، من كتاباتٍ متحرِّرة من الوزن والقافية والإيقاع، أيِّ وزن وإيقاع، وليس العروضيَّ فحسب. يسمّي هؤلاء الكتّاب كتاباتهم الجديدة شعراً وقصائد نثر، يؤيِّدهم في ذلك شعراء ونقَّاد، ويعارضهم شعراء ونقّاد آخرون، يرون أنَّ هذه الكتابات لا تعدو كونها، إن توافرت فيها خصائص الأدب، نثراً أدبيَّاً.